مخاطر يجب تجنبها.. تحذيرات للراغبات بالرشاقة في العراق

شفق نيوز/ يحذر مختصون من شراء حوارق الدهون أو المنحفات وما شاكلها من أدوية عشبية أو مستحضرات تجميل وغيرها عبر منصات التواصل الاجتماعي، كون أغلبها غير خاضع لضوابط الاستيراد والتصنيع والتداول، إذ ما "يباع حاليا في الأسواق الرسمية والصيدليات فيه غش بنسب كبيرة، فكيف الحال بالشراء من تلك المواقع؟"، بحسب المختصين.

وتأتي هذه التحذيرات في ظل تصاعد مستمر للأشخاص الذين يلجأون إلى مثل هذه المنتجات وخاصة النساء، حيث تقول المواطنة أم شيرين من محافظة كربلاء، إن "شراء هذه المنتجات عند أغلب النساء يكون عبر وسائل التواصل، فهي أسهل من الذهاب إلى الأسواق المعتمدة، وفي الوقت نفسه أقل تكلفة من عمليات الشفط التي قد تصل إلى قرابة 3 ملايين دينار".

وتضيف أم شيرين لوكالة شفق نيوز، "ودائما ما نسمع عن حدوث حالات وفاة خلال إجراء عميات نحت أو شفط أو غيرها، وهذا ما ولّد لدينا مخاوف من الإقبال عليها، لذلك يكون اختيار منتجات التنحيف حلاً أقل خطورة للظهور بشكل رشيق أمام الآخرين".

غير أن هذه المنتجات التي تستعملها أم شيرين وأخريات فيها مخاطر كثيرة، حيث يقول المتحدث باسم وزارة الصحة، د.سيف البدر، إن "الكثير من المنتجات المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان أدوية أو مستحضرات تجميل أو غيرها، غير خاضعة لضوابط الاستيراد والتصنيع والتداول".

ويؤكد البدر لوكالة شفق نيوز، أن "هذا الموضوع متابع من قبل دائرتي التفتيش والأمور الفنية في وزارة الصحة، بالتنسيق والتعاون مع الجهات الأمنية والنقابية، نقابة الأطباء، وأطباء الأسنان، والصيادلة، وفي حال ثبت تداول علاج أو مستحضر غير خاضع لضوابط وزارة الصحة، فإنه يُتخذ على الفور إجراء حسابي وعقاب حسب نوع وحجم المخالفة، وتم ضبط حالات كثيرة وأحيلت إلى القضاء، والعمل مستمر بهذا الجانب".

منتجات مغشوشة 

وفيما يتعلق بالأدوية العشبية يقول استشاري طب الأسرة علي أبو طحين، إن "الأعشاب الطبية من حيث المبدأ ممكن أن تكون كأدوية عشبية، لكن ما يباع حاليا في العراق مغشوش في الغالب وغير مفحوص".

ويضيف أبو طحين لوكالة شفق نيوز، كما أن "الأدوية المتوفرة في أسواق دول العالم وليس في العراق فقط، فيها نسب عالية من الغش، فكيف ما يُباع في وسائل التواصل الاجتماعي التي نجهل منشأها ومصدرها وحتى مكوناتها، ومدى تطابق ما مكتوب على غلافها بما تحتويه في الداخل".

ويشير إلى أن "خطورة المنتجات المغشوشة لا تشمل المنحفات وحدها، بل تمتد إلى المكملات الغذائية والفيتامينات والبروتينات والهرمونات، وهناك الكثير من المواطنين الذين يعانون من مشاكل صحية بسببها".

وينبه استشاري طب الأسرة، إلى أن "أي مادة تزعم أنها تنقص الوزن بمقدار 10 كليوغرامات خلال أسبوع أو شهر، وحتى دون رياضة أو حمية، وهي مع ذلك آمنة، فهذا محل شك، إذ لابد أن تكون فيها مواد مضرّة وقد لا تظهر أعراضها الجانبية بسرعة وإنما تمتد إلى سنوات".  

انواع المنحفات

تختلف حوارق الدهون "المنحفات" في أنواعها وطريقة استخدامها، حيث "منها ما يحتوي على أعشاب حقيقية تنتجها شركات مكملات غذائية عالمية خاضعة لرقابة (FDA) إدارة الغذاء والدواء ومنظمة الصحة العالمية، وهذه المنتجات آمنة وتستخدم في مختلف دول العالم"، بحسب خبير التغذية والتنحيف، طيف فاضل. 

ويوضح فاضل لوكالة شفق نيوز، كما أن "استخدامها يختلف حسب نوعها، فمنها ما يُؤخذ بعد ممارسة التمارين الرياضية، وأخرى ليس بالضرورة، وبعضها لا يصلح لمن يعاني من أمراض القلب أو الضغط، أو كانت المرأة حاملا أو مُرضعة، ومنها ما يصلح لمن لديه ضغط أو قلب أو سُكّر".

منحفات كيميائية

يشير فاضل إلى أن "هذه المنحفات صحيح أنها تقطع الشهية وتحرق الدهون، لكن فيها آثار سلبية كثيرة على الأشخاص، إذ تُسبب لديهم خفقان وترفع ضغط الدم، وربما تؤذي الكلى أو الكبد، فضلا عن الحالة النفسية، فهذه المنحفات الكيميائية خطرة جدا وممنوع التعامل بها، لكن للأسف هناك بعض ضعاف النفوس يستخدمها بحجة أنها تعطي مفعولا قويا لكن آثارها الجانبية قوية أيضا".

منحفات "وهمية"

هكذا يصف خبير التغذية والتنحيف هذه المنحفات، ويوضح لأنها "تأتي في علب واضح عليها التعبئة المحلية، مع ملصق على ظاهر العلبة بعنوان (المنحف الحارق للدهون) أو (المنحف القوي) أو (المنحف الفلاني)، دون كتابة مكوناتها، فهذه تثير الخوف لعدم معرفة ما تحتويه بداخلها، لكن بعض الناس يلجأون إليها على اعتبار أنها منحّف عشبي من العطار، دون معرفة موادها التي من المؤكد فيها خطورة عليهم".

ويختم فاضل حديثه بالتشديد على أهمية "عدم أخذ حارق الدهون لوحده، بل يرافقه برامج تغذية مختصّة بالتنحيف، يكتبها خبير تغذية أو مدرب كمال أجسام ولياقة بدنية أو طبيب تغذية، وأن تكون معها بعض التمارين الرياضية البسيطة حتى وأن كانت منزلية، وبذلك سوف يحصل الشخص على أفضل النتائج بأقصر وقت ممكن".