فيلم يروي حكايات أمريكيين "قاوموا" حروب بلادهم وفروا الى كندا
شفق نيوز/ يرصد فيلم وثائقي جديد يعرض قريبا في كندا، ظاهرة مغيبة في الاعلام عموما، تتمثل في قضايا الأمريكيين الذين رفضوا الالتحاق بالخدمة العسكرية والمشاركة في الحروب الامريكية حول العالم، من العراق وأفغانستان إلى فيتنام، واختاروا عوضا عن ذلك الهروب واللجوء إلى الأراضي الكندية.
ويطلق موقع "سيتي نيوز" الكندي في تقرير له على هؤلاء الأمريكيين لقب "مقاومين" لأنهم فروا الى كندا لتجنب التورط في نزاعات وحروب قادتها بلادهم، أي الولايات المتحدة، وتروي قصصهم في فيلم يحمل اسم "سيف هيفين" (ملاذ آمن)، وسيعرض للمرة الأولى في مدينة واترلو الكندية.
وأشار الموقع الكندي في تقرير له ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن مدة الفيلم 80 دقيقة، وهو يستند على أبحاث قامت بها استاذة الجغرافية في جامعة لورييه الكندية أليسون ماونتنز، بالتعاون مع المخرجة الامريكية ليزا مولوموت، وسيتم عرضه للمرة الأولى في 28 أيلول/سبتمبر في "قاعة جيجي" في واترلو، ويتبعه نقاش مفتوح.
ونقل التقرير عن ماونتنز المتخصصة أيضا في قضايا الهجرة العالمية، قولها ان "العديد من الأشخاص عرض عليهم الحصول على ملاذ آمن في كندا خلال الحرب (الأمريكية) في فيتنام، إلا أن غالبية المقاومين الذين جاءوا مؤخرا (الى كندا) تم رفضهم".
وأضافت ماونتنز أن الفيلم يتناول "تجارب هؤلاء الاشخاص الذين هاجروا بالاضافة الى الحركات الاجتماعية التي ظهرت في كندا وعبر الحدود، من أجل دعم هؤلاء في مقاومتهم للحرب".
وكان إنتاج الفيلم الوثائقي جرى تعليه مع ظهور وباء كورونا في العام 2020، وتابعت شركة "نيو داي فيلم" الأمريكية التي تمثل مجموعة من النساء العاملات في صناعة الافلام، عملية الإنتاج.
ونقل التقرير عن ماونتنز قولها إنه في ظل استمرار الحروب في كافة أنحاء العالم ، فإن التساؤلات المهمة تنصب حول الأدوار التي تقوم بها الحكومات إزاءه، موضحة "هل سيشاركون؟ هل يؤمنون ملاذا آمنا؟ فيلمنا يظهر ان هذه الأدوار تتغير تاريخيا ولا يمكن اعتبارها مسلما بها، مما يجعل هذا (الفيلم) مصدرا ومنصة من أجل الحوار في وقت مناسب".
كما نقل التقرير عن الأمريكي دين والكوت الذي شارك في مهمتين عسكريتين في العراق باعتباره من جنود المارينز قبل ان يعمد الى الفرار الى كندا، انه يأمل بان يكون الفيلم الوثائقي بمثابة تحذير للزعماء المنتخبين.
وأوضح والكوت "عندما تقوم باعلان الحرب على مكان ما، او على بعض الناس، فمن الأفضل ضمان معرفتك بما تزج فيه أبناءك وبناتك".
اما الامريكية ليا مين التي فرت إلى الشمال نحو كندا مع زوجها حتى يتهرب من قرار ارساله الى حرب فيتنام في العام 1967، فقد قالت انها فعلت ذلك من اجل سلامة زوجها الذي رفض طلبه للامتناع عن المشاركة في الحرب، ومن أجل سلامتها شخصيا لأنها كانت تساعد الرجال الآخرين على مقاومة التجنيد او ارسالهم الى الحرب، ومن اجل سلامة أي طفل ذكر ستنجبه، ومن اجل نزاهتها بعدم المشاركة في "أي حرب دنيئة".
وقالت ليا مين "لم اندم ابدا حتى للحظة واحدة، على هذه الخطوة".