صور توثق جراح الموصليين وتؤرخ سنين الحرب
شفق نيوز/ بعد سنوات عدة من التجوال في أزقة الموصل وشوارعها دون كلل أو ملل، افتتح سعد هادي، الذي تجاوز عمره 60 عاماً، معرض صور له، التقطها في أزقة الموصل وشوارعها، ليوثق سنوات صعبة شهدتها هذه المدينة.
سعد هادي، هاوٍ للتصوير وحجم محبته لهذه الهواية أكبر من ثقل بدنه وكبر سنه، لكنه تغلب بخطواته البطيئة على كثير من الشباب، ليلتقط كل ما يبحث عنه، وليس ما يقع أمام عدسة كاميرته.
يقول هادي، في حديثه لوكالة شفق نيوز، إن حبه الكبير للتصوير، ومعرضه هذا، هو نتاج لسنوات ما بعد الحرب، وثق فيه جروح الموصليين ومآسيهم وإصرارهم على عودة الحياة والتمسك بها.
ويشير هادي، إلى جمال الموصل، الذي يجب أن يراه العالم ويقول إنه عندما كان يرى أبناء المدينة يرفعون الأنقاض ويحاولون إعادة الحياة ويتكاتفون فيما بينهم، كان هذا الأمر يعطيه حافزاً لالتقاط الصور والتجوال في المدينة بصورة شبه يومية.
وهذه الصور، ستكون بحسب (صاحب الستين عاماً) "تاريخاً للأجيال القادمة لتعلم من خلالها ما الذي حدث في هذه المدينة".
يحبه الجميع
هادي لم يتعرض يوماً للمساءلة حول حمله الكاميرا والتجوال والتقاط الصور، وكان الجميع يرحب به رغم عدم معرفته، كما يقول والابتسامة تملأ وجهه الذي أتعبته السنين، و"حتى مقاتلي الأجهزة الأمنية لم يحاسبوه يوماً وإنما كانوا يسهلون مهمته أيضاً".
ويرى الموصليون، بـ"سعد هادي"، شيئاً مختلفاً إذ لا يُسمع منهم إلا الكلام الجميل الذي يعطيه الاندفاع أكثر لالتقاط الصور وهو في هذا السن، بحسب مواطنين أبلغوا وكالة شفق نيوز.
حياة هادي
هادي، لفت للوكالة، إلى عدم استطاعته البقاء في المنزل، مثل كبار السن ويعتقد أن أقرانه هم سجناء بين الجدران لا يعلمون أن الحياة لا تتوقف بكبر السن أو مضي العمر وإنما هي موجودة وتسير حتى يتوقف نبض القلب.
ويأمل هادي، الاستمرار في التصوير وتوثيق كل صغيرة وكبيرة ولن يترك الكاميرا حتى يصبح عاجزاً عن المشي.
آلاف الصور
وفي إطار الحديث عن الصور التي التقطها سعد هادي، قال إن "لديه آلاف الصور عن الموصل وشوارعها ومعالمها وأهلها وناسها، ويمكن أن تكون تاريخ الموصل، للسنوات الخمس الماضية.
ويعتبر سعد هادي، من أكبر المصورين الموجودين في مدينة الموصل، ويعد من القلة الذين يوثقون ما عاشته الموصل أثناء الحرب وما بعدها.