"حلاقة العيد".. رحلة معاناة طويلة "للكشخة" في العراق

"حلاقة العيد".. رحلة معاناة طويلة "للكشخة" في العراق
2022-07-11T06:54:05+00:00

شفق نيوز/ شهدت صالونات الحلاقة والتجميل في العراق، اكتظاظا بالزبائن ومن كلا الجنسين على حد سواء، وسط سباق محموم للفوز بالجلوس على كرسي الحلاق لعمل "حلاقة العيد".

وتعد حلاقة الشعر من تقاليد العيد التي يعتمدها العراقيون استعدادا لزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء لتهنئتهم وتقديم الأماني لهم بالسعادة والعمر المديد، عدا كونها فرصة لتجديد الحيوية والنشاط والقبول الاجتماعي.

وتكتظ صالونات الحلاقة الرجالية خلال فترة ما قبل العيد بمختلف الفئات العمرية من رجال وشباب وأطفال، للراغبين بالحصول على تسريحة جديدة وقصة للشعر تكون مميزة نوعاً ما بالمناسبة.

ويبذل العاملون في الصالونات جهوداً كبيرة ويسابقون الزمن على مدى ساعات طويلة قد يتصل ليلهم بنهارهم في سبيل إرضاء أكبر عدد من زبائنهم الذين ينتظرون لساعات حتى يصل دورهم.

وفي ظل هذا الاكتظاظ يقوم بعض الحلاقين بتسجيل أسماء زبائنهم من أجل حجز موعد مسبق لهم، في حين يعطي غالبية الحلاقين الأولوية لمن ينتظر دوره لساعات عديدة داخل المحل، فالغلبة الآن لمن يأتي مبكرا.

ويقول كاظم سلمان، وهو صاحب محل حلاقة في محافظة كربلاء، إن "الزخم يبدأ قبل يوم أو يومين من العيد، حيث نشهد إقبالا يرتفع تدريجيا كلما اقترب موعد العيد، سواء من المواطنين العاديين أو من الزبائن الدائمين (المعاميل)".

ويضيف سلمان لوكالة شفق نيوز، "نتيجة للزخم الذي يحصل نخسر الكثير من الزبائن في أيام الأعياد بسبب ضغط الوقت وكثرة الأعداد، كما نقوم بالغاء جميع الحجوزات، وتكون الأولوية لمن ينتظر داخل المحل".

ويشير إلى أن "العمل في الأيام العادية لا يتعدى 9 ساعات في اليوم، أما في أيام الأعياد فتصل ساعات العمل لفترات طويلة جدا، وفي هذا العيد استمر عملي من 7 صباحا حتى 10 صباحا من اليوم الثاني، أي (27 ساعة عمل متواصلة)، دون نوم أو راحة، والطعام كنت اتناوله وأنا أعمل، وهذا كله في سبيل إرضاء الزبائن".

وعن جلب كادر إضافي للمساعدة في هذه المناسبات، يوضح سلمان، أن "الكادر الإضافي يتم جلبه في أيام الأعياد، ولكن لا يتم اعطاءه راتبا، وإنما يؤجر كرسي الحلاقة لأيام محددة أو شهر، وهذا معمول به حتى في الأيام العادية، فبعض الحلاقين رغم مهاراتهم لكنهم لا يقدرون على فتح محل خاص بهم، فيلجأون إلى تأجير كرسي الحلاقة بشكل شهري".

وفيما يخص بعض الحلاقين الذين يرفعون الأجور خلال الأعياد، يذكر سلمان، إن "البعض يعمد إلى زيادة الأسعار ويضع لافتة يحدد فيها أسعار الحلاقة والترتيبات الأخرى، وأرى أن لا داعي لرفع الأسعار فالمقص والمشط والمواد كلها نفسها".

ويبيّن، أنه "وفي بعض الأحيان الزبون يعطي أكثر من الأجرة المتعارف عليها، كأن تكون اكرامية أو عيدية، ومنهم من يعطي الأجرة المتعارف عليها دون زيادة، والبعض الآخر يطلب تخفيض السعر، أما العريس فيتم الاعتناء به بشكل خاص وعند الانتهاء يعطي 5 أضعاف ما نطلبه منه، وهذا يحدث دائما".

وفي مقابل الحلاقة الرجالية، تزدحم الصالونات النسائية أيضا، حيث باتت الزبونة تحتاج إلى ساعات لكي يصل إليها رقم الانتظار، فان الحجز كذلك في الصالونات النسائية لمن يأتي مبكرا.

لكن على غرار الحلاقة الرجالية فإن صالونات تجميل النساء تشهد ارتفاعا في الأسعار خلال السنوات الأخيرة، وتقول أم وداد صاحبة صالون حلاقة في العاصمة بغداد، إن "ارتفاع الأسعار يأتي من غلاء مواد التجميل من صبغ ومكياج، التي يزداد الطلب عليها في هذه المناسبات".

وأوضحت أم وداد لوكالة شفق نيوز، "أما قص الشعر وغيرها من الأعمال غير المكلفة، فيتم فيها مراعاة الزبون، لكن مواد التجميل هي تتسبب بارتفاع الأجر كونها تستورد من خارج البلاد".

ويربط مختصون غلاء الأسعار في السوق المحلية العراقية بالارتفاع الكبير في الأسواق العالمية التي هي جزء منها، فضلا عن عوامل داخلية عديدة تسبب في هذا التضخم.

وفي هذا الشأن قال الخبير الاقتصادي، محمد شريف، لوكالة شفق نيوز، إن "من أهم أسباب التضخم الحالي في الأسواق المحلية هو الاستيراد، فعموم السلع التي تدخل إلى العراق تأثرت بارتفاع أسعار الدولار، ومع ارتفاع الأسعار العالمية حصل هذا التأثير الكبير على السوق المحلي".

وأضاف، شريف، "ومع عطلة عيد الأضحى توقف البيع بالدولار، ما ساهم في رفع سعر الصرف مقارنة بالأيام الأخرى، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الخدمات والسلع بشكل عام".

 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon