امريكا.. قفزة صادمة في "مرض جنسي خطير" وسط إغلاق مختبرات عديدة
شفق نيوز/ شهدت ولاية ويسكونسن الأمريكية ارتفاعاً
مقلقاً في حالات الزهري الخلقي "وهو مرض جنسي خطير"، بنسبة غير مسبوقة
بلغت 1450% منذ عام 2019، ما أثار تحذيرات شديدة من مسؤولي الصحة العامة، خاصة مع
إغلاق مختبرين وطنيين متخصصين في الأمراض المنقولة جنسياً.
وبحسب الإحصاءات الرسمية، تم تسجيل 31 حالة زهري خلقي في
الولاية خلال عام 2024، مقارنة بحالتين فقط قبل خمس سنوات.
ويُعد الزهري الخلقي من أكثر أشكال العدوى خطورة، إذ
ينتقل من الأم الحامل إلى الجنين، ما قد يؤدي إلى ولادة ميتة أو مبكرة، أو تشوهات
خلقية تشمل فقدان السمع وإعتام عدسة العين.
وتزامن هذا الارتفاع مع تقليص القدرات التشخيصية على
المستوى الوطني، بعد إغلاق مختبرين بارزين كانا يدعمان جهود الرصد والاستجابة
للأمراض المنقولة جنسياً. أحد المختبرين كان يملك تاريخاً طويلاً في تتبع الأمراض
المقاومة للأدوية، مثل تفشي السيلان في ماساتشوستس عام 2023، وكان يعد مرجعاً
وطنياً في التشخيص وتطوير بروتوكولات الفحص.
كما تم إغلاق مختبر آخر متخصص في تحليل حالات التهاب
الكبد النادرة وسلالات البكتيريا المقاومة، رغم أنه كان يعمل وقت الإغلاق على تفشي
نشط للالتهاب الكبدي في فلوريدا، بحسب جمعية مختبرات الصحة العامة (APHL).
تشير التقارير الرسمية إلى تسجيل أكثر من 31 ألف إصابة
بالأمراض المنقولة جنسياً في الولاية خلال عام 2024، نصفها تقريباً بين الفئة
العمرية من 15 إلى 24 عاماً.
وفي هذا السياق، أعربت مسؤولة الصحة في الولاية، بولا
تران، عن قلقها من هذه المؤشرات، قائلة: "رغم بعض التراجع في مؤشرات معينة،
لا تزال الأمراض المنقولة جنسياً تؤثر بعمق على السكان، والارتفاع الحاد في الزهري
الخلقي يثير قلقاً بالغاً".
وأكدت أن الوقاية ممكنة، لكنها تتطلب برامج توعية جنسية
فعالة وخدمات فحص وعلاج يسهل الوصول إليها.
القرار الفيدرالي المفاجئ بإغلاق المختبرين أثار استياء
واسعاً بين المتخصصين. فقد وصفت الجمعية الأمريكية للأمراض المنقولة جنسياً (ASTDA) الخطوة بأنها "غير مبررة"،
محذّرة من تداعياتها على الصحة العامة في ظلّ فقدان أدوات التشخيص والدعم الفني
الميداني.
في المقابل، لم تقدّم وزارة الصحة والخدمات الإنسانية
الأمريكية (HHS) تفسيرات
واضحة، مكتفية بالإشارة إلى أن هذه الخطوات تأتي في سياق "إعادة هيكلة
تشغيليّة"، من دون توضيح ما إذا كانت المختبرات المغلقة تُعدّ ضمن البنية
الحيوية الوطنية.