استعدادات نهائية لأول رحلة لرائد فضاء عربي للمحطة الدولية
وصلت المركبة الفضائية "سويوز إم إس 15" و الصاروخ "سويوز" إلى منصة الإطلاق في بايكونور بكازاخستان، بعد نقلهما عبر القطار استعدادا للانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية، الأربعاء.
وأبلغ مركز محمد بن راشد للفضاء وكالة أنباء الإمارات (وام)، أنه قبل يومين من انطلاق أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، وصلت إلى قاعدة الإطلاق أقسام الصاروخ "سويوز" الذي من شأنه إطلاق مركبة الفضاء الروسية "سويوز إم إس 15" إلى الفضاء، وعلى متنها رواد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري والروسي أوليغ سكريبوتشكا والأميركية جيسيكا مير.
وأوضح المركز أن عملية إطلاق مركبة "سويوز إم إس 15" تتم باستخدام صاروخ "سويوز" الذي يحتوي في الجزء العلوي على المركبة المكونة من 3 أجزاء، تشمل الوحدة المدارية التي تحتوي على مرافق مختلفة للرواد تمكنهم من النوم والأكل واستخدام دورة المياه إلى جانب مخزن بضائع، وفي المقدمة وحدة الالتحام، والجزء الأوسط ويشمل وحدة الهبوط حيث يجلس رواد الفضاء أثناء عمليات الإقلاع والهبوط، ومن خلاله تتم عمليات التحكم بالمركبة، والجزء الأخير ويشمل وحدة الدفع وبها الوقود ومحركات المركبة.
وسينطلق الصاروخ المحمل بالمركبة في تمام الساعة 5:56 مساء الأربعاء بتوقيت الإمارات، على أن يصل منتصف الليل، بينما سيتم فتح بوابة المركبة إلى محطة الفضاء الدولية بعد ساعتين من التحام المركبة للتأكد من إجراءات السلامة بشكل واف.
وأوضح المركز أن عملية الهبوط ستكون في يوم 3 أكتوبر المقبل.
وتحدث عملية الانفصال خلال المدار النهائي قبل حوالي 3 ساعات ونصف من لحظة الهبوط على الأرض وعلى ارتفاع يتراوح بين 1.1 و0.8 متر من الأرض، حيث يصدر مقياس الارتفاع أمرا بإطلاق محركات DMP ويتم إطلاقها فوق سطح الأرض، مما يقلل من سرعة نزول الكبسولة إلى ما بين 0 و3 أمتار في الثانية وهبوطها على الأرض بهدوء وسلاسة شمال شرق مركز بايكونور.
وقبيل الرحلة مباشرة يعمل خبراء الصحة على تعقيم مقصورة مركبة الفضاء، إضافة إلى وضع رواد الفضاء فيما يسمى "الغرفة النظيفة" حيث يخضعون، مع الحمولة التي تنطلق معهم إلى المحطة الدولية، للتعقيم الصحي الأخير استعدادا لرحلة الإقلاع.
وكان أعضاء فريقي المهمة الأساسي والبديل قد قاما بجولة في المنشآت، وتحديدا في موقع الصاروخ الذي سيحمل المركبة "سويوز إم إس 15" إلى الفضاء، كما دخلوا إلى المركبة للتحقق من جاهزيتها وأن المختصين قاموا بالتعديلات حسب الملاحظات التي قدمها الطاقمان في أول عملية فحص للمركبة قبل بضعة أيام، كما التقوا فريق الخبراء والمهندسين للتأكد من اكتمال جميع الاستعدادات.
جدير بالذكر أن محطة الفضاء الدولية مختبر عملاق يسبح في الفضاء، وعلى مدى قرابة 20 عاما استقبلت أكثر من 235 رائد فضاء من 18 دولة حتى الآن، ويقضي رواد الفضاء معظم أوقاتهم على متنها في إجراء أبحاث علمية متعمقة في مختلف التخصصات العلمية الفضائية والفيزيائية والبيولوجية وعلوم الأرض، بهدف تطوير المعرفة العلمية الإنسانية والتوصل إلى استكشافات علمية لم يكن الوصول إليها ممكنا على سطح الأرض.