نحن ورثة بابل رجعنا القهقرى
صلاح مندلاوي
عملت لمرحلة من عمري بقسم الاستيراد حيث مراجعينا هم من جنسيات مختلفة وتصادف ان احد ممثلي شركة السيارات غاب لتاريخ محدد له وقت عقد وهي مسألة تعتبر عصارة جهوده فأستغربت عن السبب فلما حضر قال لقد كنت في الولايات المتحدة وهي فرصة لاعرف بعض الشئ عن التطور التكنولوجي الحاصل في هذا البلد فبهرتني المعلومات التي ( اساسها فقط عليك ان تحلم فاننا سنحقق حلمك ) قلت كم المسافة بينكم كاروبيين وبين الامريكان قال ( مائة سنة ) وقلت ونحن العراقيين قال انكم لم تدخلوا ( الكيو) يعني بعدكم ( مو بالسرة ) كان ذلك عام 1982 فكيف الان بالداعش والغبراء يومها كانت لنا ىشركات التصنيع العسكري لابل حتى شركات الحلويات والنسيج الاهلية التي اندثرت والزراعة قد صارت قصة الرز الهندي في حين ان العراق اشترى اراضي زراعية في فيتنام لزراعة الرز وفي السودان لتربية الابقار وفي بعض البلاد لزراعة الشاي ناهيك عن الظافر والقاهر من الصواريخ البلاستية ولنتصور ان معمل النصر في التاجي كان معمل قوالب لانتاج اي قالب يريده القطاع العام والقطاع الخاص لنتصور انه حين اراد قسم من التكنوقراط العمل على تشغيل المعمل حفروا ايديهم وعلقوهم صلابآ على اعمدة ففر الباقون الى الامازون وحكامنا صاروا حائرين بحمايت انفسهم .
ترى هل ياتي يوم نقول نحن جماعة بابيلونة واذكر ذات مرة ان جماعة حسين كامل قد اشبعوا ضربآ حتى الخبراء اليوغسلاف لحصول نقص في صناديق العتاد المنتج بحيث انهم طالبوا بمغادرة العراق .