مسلسل معاوية وفيلم أبو لؤلؤة المجوسي.. لماذا وما مآلهما؟
محمد رؤوف محمد
محمد رؤوف/ في العام 1989 – 1990 كنا نحصل على مجلة (المجتمع) الكويتية شهريا عن طريق البريد، وفي احد اعدادها نشرت تقريرا وتحليلا بشأن الحروب الطائفية ما بين الشيعة والسنة، تلك الحروب التي وصل تعدادها الى 100 حرب، تحليل الموضوع كان يشير إلى أن تلك الحروب يشعلها الأعداء لزيادة إضعاف الأُمّة الإسلامية واتعابها لكي يحصلوا على مرادهم منها بكل يسر وسهولة.
جميعنا رأينا بأم اعيننا بعد 2003 جزءا من تلك الحروب المائة وهي مستمرة في العراق واليمن وسوريا وافغانستان..الخ.
ويبدو أن الهدف من هذين العملين الفنيين هو إشعال فتيل جولة ثانية من تلك الحروب، وهما عملان خطيران وحساسان كثيرا، لأن معاوية غير مقبول مطلقا لدى الشيعة الذين يعدونه عدوا، وعند السنة ايضا غير مقبول نسبيا. وأبو لؤلؤة عند السنة قاتل الخليفة عمر وهو أيضا غير مقبول لدى بعض الشيعة، وهو ما يعني أن هذين العملين الدراميين تقف خلفهما دول ويتم إنتاجهما بخطة ومؤامرة عميقة من قبل الأعداء، وهناك احتمال حصول تبعات سيئة جدا لأنهما سيجعلان من الناس بأجمعهم يتبنون حربا قذرة غير ذات جدوى باستغلال مشاعر وعواطف المتدينين لغايات سياسية عقيمة، ولكن المنتصر الوحيد في هذه الحرب هم أولئك الذين نسجوا الخطة والمؤامرة لوحدهم.
وحتى إذا لم تحصل هذه الحروب فحتما هناك مؤامرات وغايات قذرة اخرى ستنجح، وهي عبارة عن إثارة تضليل كبير باسم حقائق الأحداث التاريخية للتاريخ الإسلامي والصحابة وقسم من كبار رجالات الفتح الإسلامي، وهو أقل "انجازات" هذان العملان الفنيان..
وإذا تمكن الأعداء من الشيعة والسنة وقاما بإسقاط بعضيهما وهاجما بعضيهما فما هي حاجتهم لإتعاب أنفسهم في تحقيق هذه الأهداف..
معركة قضية هذين العملين الفنيين يُحتمل أن تؤدي إلى أن يقوم جيشا باكستان وأفغانستان بتهديد إيران إذا تم تبني العمل الفني (أبو لؤلؤة) من قبلها أو ان يتم عرضه من طهران، لأن السعودية لا تجرؤ ان تتبنى هذه المعركة مباشرة وتضطر الى اللجوء الى الدول الإسلامية الأُخرى والشعوب الإسلامية خارج السعودية..
لذلك نرى ان من واجب علماء العالم الإسلامي بشيعتهم وسنتهم ونخبهم المثقفة والمخلصة أن يشمروا عن سواعدهم ويمنعوا مثل هذه الحروب.