زمن خير الله طلفاح
وقف الحاج خيرالله طلفاح بسيارته قبالة فندق (القصر العباسي) قرب ساحة كهرمانة وسط بغداد في زمن غابر وكانت الموسيقى تصدح والناس يدخلون ويخرجون مبتهجين وكان الفندق مكانا للمولعين بالروليت. كان راغب علامة يضرب على الطبلة وكانت الشحرورة صباح تغني في بعض الأيام والسوري صباح فخري بموشحاته الحلبية واللبنانية سميرة توفيق والجميلة سعاد توفيق التي كانت تغني للبادية وللزمن الجميل وتقول:
خاتم حبيبي وكع بالبير
كان الفندق يحمل إسم (قصر الخلفاء) وحين وقف الحاج خير الله وكان خالا لصدام حسين وشغل منصب محافظ بغداد عنده قال: كيف يمارس الغناء والرقص والروليت في فندق يحمل إسم الخلفاء؟ فجرى تغيير الإسم الى (العباسي).
وقيل: أن الحاج وقعت عينه على بيت فاره في حي الأمانة، ورفض صاحبه بيعه له، وحينها إشتكى صاحب البيت للرئيس أحمد حسن البكر، ثم جمع البكر خيرالله بنائبه صدام لإقناع الخال العزيز بالعدول عن الأمر. وفي النهاية اذعن لكنه إستمر في إعجابه ببيوت الناس وبساتينهم، وكان يغريهم بالمال للحصول عليها.
هناك من الناس الآن من تستهويه اللعبة، ولم يعد لخيرالله من حضور بعد أن حطم الخلفاء الجدد كل الأرقام، وصار الإستيلاء على الأراض والقصور والمدارس والممتلكات العامة والخاصة عادة للمتنفذين وكبار الزعماء والقادة، والذين يمتلكون القوة والنفوذ.
الإسم لايعني بالضرورة إن المكان يجب أن يكون ملائما له في مايجري من أفعال. فنادي العلوية في بغداد يؤمه المترفون، وأصحاب الأموال والمناصب، ويشرب فيه الخمر. لكن هذا لايعني شيئا أمام حقيقة أن الأسماء قد تكون توافقية، ولاتتلائم مع الأفعال.
وقيل: إن مس بيل هي من أسست نادي العلوية، وكانت تسيطر على أمكنة عديدة في بغداد. مس بيل كانت تحب عراقيا عدا بيرسي كوكس المندوب السامي وعندما عادت الى لندن قررت العودة الى بغداد ثانية لأنها احبت العراقي أكثر وماتت ودفنت في بغداد.