رجال الأمن لا ينحنون ولا يفقدون قيمتهم!
عبدالله جعفر كوفلي
كل الأعمال شاقة ومتعبة ولكن بنسب متفاوتة ومختلفة من مكان الى اخر ومن زمانٍ إلى اخر، العمل الأمني قد يكون الاشق ويستوجب الجهد والصبر والإرادة والتأني وعدم الإسراع في إطلاق التصريحات وضرورة سرعة البديهة والتنسيق والتنفيذ.
يأخذ العمل الأمني صعوبته وأهميته من أهمية ومباركة الرسالة التي يحملها رجل الامن في حماية حياة المواطنين وممتلكاتهم وحفظ الحقوق والحريات الاساسية وسيادة البلاد من التهديدات الداخلية والخارجية ومواجهة كل ما يمس أمن ومصالح ألشعب.
يعيش رجال الامن في صراع مستمر مع كل الذين يحملون أفكاراً ومشاريع ومخططات تهدف إلى تدمير وتخريب كل ما يطمئن اليه النفس البشرية بسبب أحقادهم ضغائنهم ويتلذذون بسيل الدماء البريئة ويتفنون بأساليبهم القذرة، انه صراع أزلي بدأت منذ بداية الحياة وسيبقى.
يتعرض رجل الامن إلى الكثير من المضايقات والإخفاقات والفشل خلال سنوات عمله في المؤسسة الامنية، ففي حالات عديدة يتمكن أصحاب الجبهة المضادة من تحقيق مخططاتهم وتنفيذ عملياتهم وزعزعة الامن والاستقرار في البلاد سواء بالاختراق والحصول على المعلومات أو اقتحام الدوائر الحكومية وخاصةً الامنية، فحينها يتعرض رجل الامن إلى الانتقاد والسخرية وعدم الكفاءة والتقصير في أداء المهام الموكلة اليه سواء من مراجعه أو من جهات خارجية بنوايا مختلفة منها بتحسين مستوى الاداء أو التقليل من دوره.
على رجل الامن أن يكون صامدًا وصلبًا وشجاعًا وصابراً في عمله، مثل العملة النقدية لا يفقد قيمته مهما تحول وتغيير حالته وأينما وضع وحفظ، فهو كالشجرة المثمرة يعطي ثماره لمن يرمي بالأحجار إليها، وان ما يتعرض إليه من إخفاق وتوجيه اللوم لا يحيده عن الطريق الذي أختاره في خدمة الوطن والمواطن، بل يزيده إصراراً وثباتًا وعزيمةً.
رجل الامن لا ينحني أمام العوائق التي تقف في طريقه بل يتجاوزها بيسر وسهولة ويستفيد منه في حياته كتجربة وامتحان.
هكذا هي الحياة تحلوا بالنجاح بعد الصعاب والانسان يتلذذ بطعم الوقوف في القمة بعد طريق طويل محفوف بالمخاطر أكثر من الوصول إليها بسهولة ومفاجئ.
هذه رسالة من القلب الى كل العاملين في الأجهزة الامنية وأن رسالتكم مباركة ومهمة فلا تعيروا لمًا يقف امامكم من أشواك، بل أضربوا بالأرض أرجلكم وزلزلوها من تحت أقدامهم وأنزلوا عليهم كيدهم ومؤامراتهم واذهبوا بكل من يتطاول على أمن بلادكم إلى الهاوية وأدخلهم الى التاريخ بأسوأ الأبواب وانجسها ..سيروا إلى الأمام بخطوات ثابتة والله ولي التوفيق..