تغريدة واحدة تكفي
جلال شيخ علي
منذ عام ۲۰۰۳ الی يومنا هذا و ساسة العراق يستخدمون مبدٲ التقية مع الكورد ، اذ انهم مع نهاية كل انتخابات و البدء بتشكيل حكومة جديدة كانوا يتوافدون الی كوردستان و يعدون بتحقيق كافة مطاليب الكورد بل كانوا يدعون انهم مع الكورد في كل حقوقه... الا انهم وبمجرد الحصول علی مبتغاهم ، ومع تشكيل الحكومة سرعان ما كانوا يخالفون الوعود التي قطعوها علی انفسهم دون خوف من الحساب لان التقية بحسب الشرع هي إظهار المسلم لبعض الأقوال والفعال الموافقة لأهل الكفر أو الجارية على سبلهم إذا اضطر المسلم إلى ذلك من أجل اجتناب شرهم مع ثبات القلب على إنكار موافقتهم وبغضها... أي انهم لايعتبرون الكورد من ملة الاسلام...!!!
والآن وبعد ان اصبح العراق ساحة ضمن منطقة الحرب الأقتصادية التي قد تشنها امريكا ضد ايران ، وبالتالي فٲن مبدٲ التقية هذه لاتنفع مع العم ترامب والامريكان مثلما نفعتهم مع الكورد ونتيجة لذلك فٲن الرياح لن تجري كما تشتهيها سفن القيادة العراقية ، اذ اكتشف خبراء السياسة ان الهدف الاستراتيجي احيانا لا يمكن تحقيقه بالمسايرة او التقية مع دول العالم المتقدم ولا تستطيع المواقف الرمادية في معظم تلك الأحيان ان تحقق اكثر من مناورة تكتيكية محدودة ولمدة زمنية غير نافعة لرفع الضغط الخارجي وسرعان ما ينكشف ويجابه بعقوبة...
فٲذا راوغت القيادة العراقية مع اميركا واستخدمت مبدٲ التقية مثلما فعلت مع الكورد ، عند ذلك قد يواجه سياسيوا المنطقة الخضراء تهديدا مباشرا لوجودها القيادي وايضاً لبرنامجها السياسي، وتكون النتيجة الحتمية واضحة، صدام وفوضى وقلق في كل مفاصل الدولة...
اما اذا استجابت قيادة العراق لقرارات أمريكا وحلفائها ضد ايران...
عندها عليها ان تواجه ربيبتها "ايران" وبعض القوی الداخلية والتي هي من صنيعة ايران ذاتها
من هنا ، يظهر لنا مدی اهمية العقوبات الاميركية علی ايران بحيث ستنعكس علی مجمل العملية السياسية في العراق واذا لم يغير قادة العملية السياسية في العراق من نهجهم المراوغ فٲن العقوبات ستطالهم ايضا وذلك لن يكلف الرئيس الاميركي اكثر من تغريدة واحدة عبر موقعه في تويتر .