تركيا تستقطب الشيعة
سنة العراق غاضبون وهم يرون الإستعدادات تجري على قدم وساق في كردستان لإجراء إستفتاء شعبي يتعلق بحق تقرير المصير، وقد يفضي الى فصل كردستان عن بقية العراق، وهذا مايغضب السنة الذين يتنازعون مع الأكراد على مناطق في ديالى وكركوك وصلاح الدين والموصل، وهم يطلبون دعما أمميا، لكن دولا عربية سنية كالإمارات العربية المتحدة تقدم الدعم السري لأربيل للمضي قدما في مشاريعها نكاية بتركيا وإيران وهو مايشكل نوعا من الإستقطاب غير المسبوق فأنقرة باتت تبحث عن شريك شيعي في العراق، وليس إيران كدولة فقط خاصة وإن قوة على الأرض تحتاجها تركيا ومثلها إيران لمواجهة الطموح الكردي، وليس أفضل الشيعة يصلح لهذه المهمة.
الموقف التركي واضح، ويقتضي وقف الطموح الكردي المدعوم أوربيا وأمريكيا وعربيا، فبعد الدعم المقلق لأكراد سوريا، وإصرار واشنطن على تقديم السلاح والذخيرة لقوات سوريا الديمقراطية التي تقاتل ضد تنظيم داعش في الرقة لايبدو إن واشنطن ستعيق القرار الكردي في العراق بإجراء إستفتاء يتعلق بتقرير المصير، وهو الموقف المتوقع من بقية العواصم الغربية التي لم تكن متحمسة لرفض الفكرة، ولكنها غالبا ماتطلب إحترام الدستور والتوافق مع بغداد، وهذا ماسيدفع أنقرة الى إتخاذ قرار بالإعتماد على النفس والعمل على إيجاد حلفاء إقليميين كإيران المعروف موقفها سلفا، وكذلك حلفاء من الداخل العراقي سنة وشيعة، ولأن السنة أضعف من أن يكونوا في ميدان مواجهة مع الإكراد خاصة وإنهم في وضع صعب للغاية سياسيا وعسكريا وإقتصاديا فإن المعول أن يكون الشيعة هم الأقرب الى المواجهة، لكن الموقف سيكون مرتبطا بالضغط التركي الإيراني على الشيعة فهم وفقا للمصلحة ليس من شأنهم مواجهة الأكراد خاصة وإن الشيعة بعيدون نسبيا عن مناطق الكرد، ولديهم الوسط والجنوب، ولذلك فالعمل يجري على ترتيب أفكار معينة تمهد لمرحلة تعاون أكبر بعد تجربة سوريا التي ساهمت أطراف عديدة فيها وجرب كل طرف وضعا ما يمهد لمرحلة تالية.