الأزمة العراقية.. بداية أم نهاية
د. سوزان ئاميدي
الاشتباكات التي حصلت في (المنطقة الخضراء) أدت الى وقوع 63 شهيداً، 6 منهم من الجيش العراقي، و4 من العصائب المنتمين إلى المكتب المشترك لحزب الله في منطقة الخضراء وعدد الجرحى 700، ثلاثة عشر منهم كانت جرحاهم خطيرة لا نعرف شيئا عن مصيرهم (هذه الأرقام من كوادر المستشفيات ) .
يبدوا لنا رغم توقف الاشتباكات في المنطقة الخضراء والأحداث في البصرة بين العصائب وسرايا السلام وتهديد الكاظمي بتنفيذ المادة 81 أن المعطيات لا تبشر بالخير فالوضع مازال متشنج جدا امنيا وسياسيا بل أذهب إلى أبعد من ذلك حيث أرى أن الازمة في بدايتها.
في الواقع العراق مليء بالأزمات الا ان ازمة البيت الشيعي هو المحور الأساسي المسيطر حاليا ولا ارى اي بوادر مؤثرة لحلحلتها، بمعنى آخر لا يوجد حل لتقريب وجهات النظر بين الخصمين السيد مقتدى الصدر واطراف من الإطار التنسيقي.
في الحقيقة هذه المرة الأولى منذ تحرير العراق عام 2003 نشاهد ازمة داخل البيت الشيعي ويرجع السبب الاساسي الى عدم الإتفاق بين المرجعية الشيعية في العراق وإيران بعد ان كانوا ذو تاثير ونفوذ كبير وواسع وسيطرة على شيعة العراق.
من الجدير بالذكر ان تصريح سيد مقتدى الصدر قبل الانتخابات الاخيرة تعهده بإحداث تغيير في السياسة والنظام سعيا الى تشكيل حكومة اغلبية تحارب الفساد والمفسدين اقلق شركائه من الطائفة فأصبحوا الجهة المعادية لتحقيق اهداف التيار الصدري، الامر الذي جعل من الوضع السياسي اكثر تأزم بل مغلق خاصة بعد قرار انسحاب سيد مقتدى الصدر من الحياة السياسية والتي جاءت اثر اعلان رجل الدين كاظم الحائري الاستقالة من منصبه وتوصية أتباعه ومنهم التيار الصدري اتباع المرشد الايراني علي خامنئي.
إضافة الى ماسبق لابد ان نذكر ان الطرف الآخر( الإطار التنسيقي) هو المسبب الأساسي والاول المعزز لكل التطورات والأحداث المتلاحقة المتأزمة التي تعصف بالعراق وبالتالي هو وميليشياته سبب الانتكاسة في المساعي السياسية للحل ومن ثم الإخفاق المستمر في التوصل إلى تشكيل الحكومة.
وطبعا المجتمع الدولي وعلى رأسها امريكا وبريطانيا لا تقوم الا بمبادرات خجولة لا تخرج ابعد عن بعض التصريحات ك" نحن نراقب عن كثب الاضطرابات التي حصلت في بغداد ونشعر بالقلق حول التقارير التي تتحدث عن العنف".