اليمن مرحلة جديدة بقيادة أقوى
علي الشمري
ارتبطت مخيّلة اليمنيين عن النُخب السياسية، في الفترة الماضية، بطبيعة الفشل الذي رافق أداء هذه النُخب، ما أنعكس سلبًا على الثقة الشعبية بهذه النخب التي اتبعت معايير مزدوجة في الوفاء بالالتزامات وتنصلت عن القيام بمسؤولياتها بناءً على ما يخدم مصالحها هي، وليس المصلحة الجمعية.
ويبدو رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، ورئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية العميد طارق محمد عبدالله صالح، أكثر شخصيتين في مجلس القيادة الرئاسي محاطتان بالاهتمام الشعبي والإعلام، وعليهما يُعلق الرأي العام آمالًا عريضةً لتحقيق الفارق الملموس في الحياة السياسية مُستقبلًا ووضع الإطار العريض لمناهضة الفساد واشكالات الإخفاق في المسائل السياسية.
لغة الخطاب الموزونة والمواقف السياسية التي يتبناها العميد طارق صالح واللواء الزبيدي بعيدًا عن الاسهاب الدعائي ساهمت في تقوية أواصر الثقة الشعبية بالمجلس الانتقالي الجنوبي والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية اللذان يمثلان سياسيًا أهم قوتين عسكريتين فاعلتين في اليمن، شمالا وجنوبا، هما المقاومة الجنوبية والمقاومة الوطنية".
قال عيدروس الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في لقاء جمعه بالرياض قبل سفره الى عدن بالسفير البريطاني لدى اليمن، ريتشارد أوبنهايم، إن أولويات المجلس تصب في ترتيب الجهود الأمنية والعسكرية وإنعاش الاقتصاد وإعادة الإعمار لعدن، وتوفير الخدمات.
وكثّف الزبيدي لقاءاته مع الأحزاب والقوى السياسية والقادة العسكريين ومحافظي المحافظات بهدف الخروج برؤية واضحة للتغلب على ما أسماه الوضع الصعب والمرحلة الحساسة، كما دعا إلى اصطفاف وطني في هذه المرحلة الحرجة؛ مُتعهدًا بإصلاحات فاعلة للتخفيف من وطأة المعاناة الملقاة على كواهل الناس.
وعلى ذات الصعيد، تبدو خطابات طارق صالح ذات قيمة معنوية وتوجه بناء، إذ أكد طارق صالح وهو نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي أن توجهات المجلس تسعى لتلبية "تطلعات كل أبناء الشعب اليمني، وإن المجلس يجسد وحدة الإرادة الوطنية"، مُشددًا على ضرورة تجاوز الماضي والعمل من أجل استعادة الدولة.
بالعودة والتمعن في البيانات الإعلامية للقاءات التي عقدها الزبيدي وطارق صالح، وخطاباتهما منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، يظهر أنهما "حريصان على توحيد الجهود لمواجهة مشروع إيران في اليمن، ولديهما نية جادة للمضي قدما في مواجهة هذا المشروع وعدم الانجرار وراء الخلافات الجانبية.. لذلك تحيطهما الحاضنة الشعبية والتأييد الجماهيري الواسع.
مفهوم الثقة الشعبية بدأ يتشكل بصيغة جديدة "مع هذا التأييد الكبير للمجلس الانتقالي والمكتب السياسي إلى أن "هنالك حالة استثنائية من الانفراج السياسي ازدهرت مع تشكيل مجلس القيادة، وهنالك شخصيات يُنظر إليها اليمنيون بمستوى كبير من الثقة من خلال تقييم دورها الناجز في الفترة الماضية ومواقفها الواضحة بشأن الفترة القادمة، مثل الزبيدي وطارق صالح"