الحب في زمن الكورونا
هادي جلو مرعي
الحب ليس هو الشعور تجاه الآخر وحسب، هو ممارسة أيضا. فالقديس فالنتاين اعدم ليس لأنه كان يدافع عن الحب كشعور، بل لأنه كان متدينا، وكان يقوم بإجراءات عقد القران، ويمضي معاملات الزواج على خلاف ماكان يأمر به الحاكم المستبد.
الحب ممارسة أيضا. ولذلك يصفون الممارسة الجنسية ب(ممارسة الحب) وكان الكولومبي غابريل غارسيا ماركيز أبدع في روايته ( الحب في زمن الكوليرا) وربما إحتاج العالم أن يقرأ لروائييه مؤلفات تكون الأمراض عناوينها، كما في ( الطاعون) لألبيير كامو، أو يكون المرض محور الرواية كما في ( السائرون لوحدهم في الحياة) وكان بطلها مصابا بالجذام.
يعيش العالم على وقع الكوارث حيث داهم فيروس كورونا أجساد الصينيين مطلع العام 2020 واصاب الآلاف، وقتل المئات، ولاندري الى اين يمضي بنا، وكم هو عدد من سيصاب به، وكم عدد ضحاياه، ومتى سيتوقف؟ لكننا لانستطيع الإستسلام، بل لابد لنا من المزيد من الصبر، والإبتكار، والتضحية، والتعاون ضد الأوبئة والأمراض والكوارث. فالكوكب الأزرق صار أشبه بحي سكني صغير يعرف قاطنوه بعضهم البعض بأسمائهم وافكارهم ونواياهم، ولابد أن نواجه الخوف بالحب الذي هو السبيل الى الإنتصار على تحديات الحياة.
نقلت BBC خبرا هاما من مكان قريب الى الصين. حيث شارك الآلاف في حفل زفاف جماعي أقامه اتحاد الأسرة من أجل السلام والتوحيد العالمي، المعروف أيضاً بإسم كنيسة التوحيد، في كوريا الجنوبية، وأقيم في مركز تشونغشيم للسلام العالمي في غابيونغ بالقرب من العاصمة سول على الرغم من المخاوف من تفشي وباء كورونا بسبب التجمع الكبير.
العالم يمكن أن يصدم بالتحديات الصعبة، ولكنه سرعان ماينتفض على مخاوفه، ويبدأ بلملمة الجراح، والعمل على صناعة الحياة، وبعث معاني الجمال فيها. وليس كالحب صانع للحياة.