الحادي عشر من سبتمبر.. مآسي كثيرة وحسنة وحيدة
جلال شيخ علي
في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 شهدت الولايات المتحدة الأمريكية كارثة إنسانية لم تشهدها البلاد من قبل حيث تم تحويل اتجاه أربع طائرات نقل مدني تجارية وجهتها لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ذلك ثلاث منها.
وتمثلت الأهداف في برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وقد سقط جراء الأحداث 2973 ضحية و24 مفقودا، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين
الحكومة الأمريكية كشفت ملابسات تلك الحوادث فى تقرير مفصل، قالت من خلاله، إن 19 شخصا على صلة بـتنظيم القاعدة نفذت الهجمات باستعمال طائرات مدنية مختطفة...
أدت سلسلة الحوادث تلك الی حدوث تغير جذرى فى السياسة الأمريكية فى التعامل مع الشرق الأوسط، فـ على المستوى العسكري أعلنت الولايات المتحدة الاميركية الحرب على الإرهاب، ومنها الحرب على العراق، وإسقاط نظام الدكتاتور صدام حسين عام 2003 كما اعلنت الحرب على أفغانستان واسقطت نظام حكم طالبان...
اليوم وبعد عشرون عاما من الحرب في افغانستان عادت الولايات المتحدة الاميركية ادراجها الى الوراء لتسلم الحكم مرة اخرى الى حركة طالبان المتشددة ولتنسحب القوات الاميركية من البلاد بعد خسارة آلاف الجنود لارواحهم الى جانب الخسارة المادية التي قدرت بترليون دولار من الخزانة الاميركية ناهيك عن عودة حركة طالبان للحكم بشكل اقوی سيما بعد ان تركت القوات الاميركية جل اسلحتها هدية لها...
اما في العراق فكان تداعيات تلك الحرب اكبر علی ابنائه حيث تم تغيير نظام سيء بآخر ٲسوٲ
فبعد تسلم الاحزاب الدينية للسلطة في هذا البلد المتعدد الاعراق والمتعدد الاديان والمذاهب بات هؤلاء يعيشون في دوامة من الازمات الاقتصادية الی جانب فقدان الامن والخدمات وانتشار الفساد الاداري وارتفاع نسبة الفقر فيه رغم انه يطفو علی بحر من النفط والثروات الطبيعية...
وبحسب الواقع الملموس فٳن ما اصاب العراقيين من خسائر جراء جريمة الحادي عشر من سبتمبر فاق خسائر جميع البلدان التي طالتها آثار الحرب علی الارهاب، ٳذ مازال أبنائه يدفعون فاتورة حرب لاناقة لهم فيها ولاجمل ، الا ان الحسنة الوحيدة لحادثة 11 سبتمر هي انها كشفت اللثام عن وجه بعض الاحزاب الدينية التي طالما ادعت العفة والنزاهة