مقال: صوتك الانتخابي شمعة مضيئة لأرواح الشهداء الفيليين
عباس عبد شاهين/ مع اقتراب موعد الانتخابات المقرر إجراؤها في 11 تشرين الثاني 2025 يعيش العراقيون حالة من الترقب والتفاعل مع هذا الحدث الوطني المهم حيث تتجدد الآمال في تحقيق الإصلاح عبر صناديق الاقتراع وفي خضم هذه الأجواء الديمقراطية يبرز اسم الكورد الفيليون بقوة وهم يستعدون لخوض تجربة انتخابية جديدة تحمل بين طياتها الكثير من الدلالات الوطنية والإنسانية بعد عقود من المعاناة والتهميش التي ذاقوها في زمن النظام البعثي المجرم فالمشاركة الانتخابية للكورد الفيليين لا تمثل مجرد ممارسة سياسية بل هي وفاء لتضحيات الشهداء والمغيبين الذين واجهوا أبشع أنواع الاضطهاد من قبل النظام البائد.
فالفيليون الذين نزعت منهم الجنسية وتم تهجيرهم وصودرت ممتلكاتهم وتغييب الآلاف من شبابهم في السجون والمقابر الجماعية يرون اليوم في صوتهم الانتخابي رمزاً للكرامة والانتصار على الظلم فصوتهم عند الصندوق الانتخابي ليس رقماً يضاف إلى الإحصاءات بل هو زهرة توضع على قبر كل شهيد ورسالة إلى التاريخ بأن المظلومية لا تورث بل تتحول إلى أمل وموقف وشرف وطني.
لقد دفع العراق ثمناً باهظاً من دماء أبنائه الشرفاء الذين ضحوا في سبيل كرامة الوطن وكان الكورد الفيليون جزءاً أصيلاً من هذه القافلة المجيدة ولذلك فإن المشاركة الواعية والفاعلة في الانتخابات المقبلة في 11/11 تمثل واجباً أخلاقياً ووطنياً على كل فيلي من أجل الحفاظ على تلك التضحيات وصون حقوق الشهداء وعوائلهم فصوتك اليوم أيها الناخب الكوردي الفيلي ليس مجرد ورقة في صندوق بل هو عهد أمام الله وأمام الوطن بأن لا تضيع دماء الشهداء هدراً وفي ظل التحديات التي تمر بها المنطقة والظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة تزداد أهمية المشاركة في الانتخابات كأداة لحماية الدولة من الانزلاق نحو الفوضى وان الانتخابات ليست ترفاً سياسياً بل ضرورة وطنية لضمان وجود حكومة قوية تمتلك الصلاحيات الكاملة لتقديم الخدمات وتحقيق العدالة الاجتماعية وحماية حقوق المكونات العراقية كافة ومن ضمنهم الكورد الفيليون الذين أثبتوا عبر التاريخ إخلاصهم للعراق ووحدته وان المقاطعة أو العزوف عن التصويت تعني ببساطة ترك الساحة للفاسدين والمتلاعبين بمصير الشعب أما المشاركة الفاعلة فهي طريق التغيير الحقيقي لذلك على الكورد الفيليين أن يجعلوا من يوم الانتخابات يوماً للوفاء يرفعون فيه راية الشهداء والمغيبين وأن يسمعوا صوتهم للعالم أجمع بأنهم أحياء بالإرادة والإيمان مهما حاول الأعداء تغييبهم أو كتم أنفاسهم، ان أعداء العراق حاولوا مراراً نشر روح اليأس والإحباط بين أبنائه لكن إرادة الحياة كانت أقوى فلقد انتصرت إرادة النور على ظلمة التطرف بفضل وحدة العراقيين وموقفهم الشجاع الذي تجلى في مواجهة الإرهاب ودحر العصابات التكفيرية التي أرادت تمزيق الوطن واليوم في الانتخابات يعود الاختبار من جديد هل نجدد العهد للشهداء ونحافظ على الوطن أم نسمح للوجوه البعثية الفاسدة أن تتسلل مرة أخرى تحت شعارات مزيفة؟، خاصة وان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات اتخذت موقفاً وطنياً واضحاً باستبعاد العديد من المرشحين الذين ثبت انتماؤهم لحزب البعث المقبور وهو إجراء يبعث الأمل بأن الماضي المظلم لن يتكرر ويبقى الدور الأكبر الآن على الناخبين أنفسهم وعلى الكورد الفيليين أن يثبتوا حضورهم القوي في صناديق الاقتراع وأن يترجموا معاناتهم السابقة إلى موقف وطني واعي يعيد لهم مكانتهم المستحقة في الدولة والمجتمع، ان الفيليون وهم يتجهون إلى صناديق الاقتراع سيصوتون باسم الله وباسم الذين ناموا في الغياب دون كفن وباسم كل أم ما زالت تنتظر عودة ابنها المغيب وستبقى الرسالة واضحة صوتك هو وفاءً وصوتك هو كرامة وصوتك هو العراق.