فرح يحول حياة أسرة كوردية فيلية ببغداد الى جحيم.. "الألم يلازم حتى اطفالنا"
شفق نيوز/ يسرع ابو نرمين الى المستشفى وهو يحمل طفلته بين يديه التي اصيبت براسها بطلق نار عشوائي لزفاف ببغداد، ويصرخ والدموع تنهمل من عينيه "الله اكبر عليكم. حولتم حياتنا لجحيم. انتم تحتفلون وغيركم ينصب العزاء".
لكن برعاية السماء، الطلق الناري العشوائي لم يخرق رأس نرمين ذات ال5 اعوام، لكنه تسبب بتشوه عينها اليسرى.
يقول ابو نرمين وهو من الكورد الفيليين- الذي تم تسفير اسرته واقربائه من قبل نظام صدام حسين- لشفق نيوز، "التخلف والهمجية تاكل مجمعاتنا، حتى الافراع اصبحنا ندفع ضريبة بسببهم".
"يبدو ان الظلم والمصائب تلاحق حتى اطفالنا البريئين بعد ان عايشناها طيلة حياتنا". يقول ابو نرمين الذي انتظر طفلته لأكثر من عشرين عاما حتى لحظة ولادتها.
واعلنت وزارة الصحة العراقية عن تسجيل حالتي وفاة و89 إصابة بينهم اطفال ونساء بضمنها امرأة حامل جراء الاطلاقات النارية بفوز المنتخب الوطني على نظيره الإيراني مؤخرا. اما وزارة الداخلية فأكدت اليوم اعتقال عدد ممن أطلقوا عيارات نارية خلال الاحتفالات، فيما أشارت إلى وجود إيعاز لدوريات النجدة المنتشرة في العاصمة بمتابعة من يقوم بإطلاق تلك العيارات في المناسبات. الى ذلك اطلق ناشطون مدنيون ومثقفون عراقيون حملة إعلامية للتوعية ومكافحة الظاهرة حملت عنوان (مبادرة وطنية لوقف إطلاق النار العشوائي) ، جاء في بيانها الصحافي "تكررت في السنوات الاخيرة ظاهرة تحول أفراحنا بفوز منتخباتنا بكرة القدم في المباريات الدولية إلى مآسٍ بعشرات الضحايا الأبرياء بين قتلى وجرحى، نتيجة اطلاق النار في الهواء، وهي ظاهرة متخلفة تثير رعب المواطنين من الرصاص الاعمى الذي لا يعرف مطلقوه أين سيسقط أو في أي جسد سيستقر ليطفئ الفرح ويصنع مأساة ويسفك دماء بريئة ويوقع خسائر مادية جسيمة".
وناشدت الشخصيات الإعلامية الموقعة على المبادرة المواطنين بالتوقف عن هذه "الظاهرة الإجرامية، التي تجعل سماءنا تمطر رصاص الموت في مشهد يزيد الوضع الأمني في البلاد ارتباكا، ويصب في صالح العصابات الارهابية والاجرامية، وندعو لنبذ منفذي هذه الممارسة البعيدة عن الروح الرياضية وردعهم بالمحاسبة الشديدة، صونا للدم العراقي وحفظاً للارواح البريئة".
واضافوا "نؤكد أن إطلاق الرصاص لا يعبر عن الفرح بل هو حالة انفعالية تكرس حب السلاح وتشيع الفوضى، وثمة وسائل حضارية كثير للتعبير عن الفرح".
وأصبحت عمليات إطلاق النار في المناسبات بشكل عشوائي في العراق، حدثا تقليدا شعبيا لايمكن الاستغناء عنه على الرغم من النداءات الكثيرة، الرسمية والشعبية، التي تستهجنها وتطالب بمنعها وردعها، ولكنها في استمرار وتواصل وازدياد وطالما يكون هناك العديد من الضحايا الذين يتساقطون بسببها وتمتلء بغيرهم من المئات المستشفيات وكان اخرها وليس اخرها الطفلة الفيلية نرمين، التي خرست احدى عينيها لتبقى الاخرى تبكي حزنا عليها ما لاقته بطفولتها.
"الحياة ما اصعبها على الفيليين وبدون رحمة. فالمعلم يمتحتننا اولا بعدها يعطي الدرس. لو الله لم يعطننا الصبر ما ذا سنفعل حينها. بكاؤنا بهذه المصيبة كمطر هذه الدنيا التي قست علينا بدون رحمة" يختتم ابو نرمين.