عندما لا نأبه بعراقيتنا
علي حسين فيلي/ عراق اليوم يمتلك خصوصيتين احداهما انه لا يمكنك ان تستشرف على مستقبله، والثانية متمثلة بعلاقاته المتذبذبة على المستوى الداخلي والخارجي، واذا اردنا عراقاً يؤمن بمفهوم المواطنة فنحن مجبورون ان نورطه او نشجعه على تنفيذ الالتزامات والتعهدات، وفي ظل ذلك يمكننا ان نشاهد دولة حقيقية.
كلّما قرر المعنيون ان يذكروا اسم الفيليين في دستور العراق الجديد او استحداث مكتب خاص لهذه الشريحة في رئاسة الجمهورية وأيضا ممثلية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء بهذا الخصوص تتضارب الآراء حيال ذلك وبالمحصلة لم يتمّ تنفيذ أي شيء على ارض الواقع لكي نترجم انتاجا وإنجازا ملموسا للشريحة.
نحن نؤمن ونتمنى ان نعيش في بلد قوي يتحكم بمقدراته، وليس كما هو الحال اذ يتمّ تسييره من قبل الآخرين، وان تكون لديه علاقات جيدة وودية مع البلدان المجاورة له، وباقي دول العالم، وان يتخذ من التعايش السلمي نهجاً وشعاراً له والاّ يكون منعزلا.
اليوم الحدود الجغرافية أصبحت بهاتة اللون، والعراقيون في جميع ارجاء العالم موجودون، ونحن الفيليين لا نقول كلّ العالم مثلنا او كلنا مثل العالم ومن بينهم العراقيون، وهذا ان دلّ فانه يدل على ان يتمشى الفرد مع ما يدور بمحيطه من احادث، وحتى على مستوى الداخلي الحكومة ليست لديها القدرة على إيقاف الشريحة عما تريد ان تنجز او تحقق او لا تريد ذلك، ولكن الحكومة إضافة الى الأحزاب السياسية باستطاعتها ان يجدون حلاً لقضيتنا وما يشابهها.
نحن الفيليين بسبب انحسار نظرتنا للأفق وقساوة تاريخ هذا البلد، لم نعد نأبه بان يطلقون علينا تسمية العراقيين او غير العراقيين، لأن العديد ممن يهربون من جور العراق ومن مختلف المكونات بحثا عن حياة جديدة ينكرون انتماءهم، بسبب عدم وجود دولة اسرع واوسع انتاجاً للتعصب والكراهية بقدر بلدنا، وقد وصل الى مرحلة في ذلك بأنه اصبح منتجاً ومصدراً للبغضاء وعدم قبول الاخر، وللأسف هناك الكثيرون ينكرون هذه الحقيقة، لأسباب هم يعرفونها ومقتنعون بها، وبالنتيجة نحن الفيليين ذقنا ونذوق حلاوة ومرارة الانتماء لشيء اسمه العراق، والحقيقة الأخرى تكمن بان مفهوم المواطنة غير واضحة المعالم، والتجاوز على حقوق المواطن غير محدود، ومن الممكن ان نضع ذلك ميزاناً لتقييم محاسن وعيوب المواطنة من هذه الزاوية.