المثقف الفيلي والدور الريادي لقيادة للمرحلة
عبد الخالق الفلاح/ المثقف الكوردي الفيلي الى جانب الطبقات المختلفة فيه هو الذي يدعو إلى العدل والمحبة والحرية والسلام ونبذ العنف والإرهاب والتمزق والشتات وتأتي أهمية دور المثقف في المجتمع في هذا الظرف ليكون مصباحاً للفكر والثقافة حاضراً دائما ليؤدي دوره كما يجب، وفي ظل مثل هذه الأوضاع التي يعيشها العراق وتعيشها المنطقة كونها مهدد بالتشتت والتفتيت و من كون ثقافته تعبيراً عن مجمل الوجود الفكري والأخلاقي والمادي والمذاهب القيمية وأساليب الحياة التي تميز حضارته الكوردية المشتركة في الدين والتاريخ مع الحضارات الاخرى ، والمثقف الفيلي تقع عليه مسؤولية كبيرة في العمل على تخفيف وقع المعاناة على امته وان يوجه كل الطاقات والامكانات لتبني حلول حضارية والنهوض بالواقع المعاش لان الثقافية والمثقف وسيلة لايقاظ الوعي الاجتماعي في تحطيم قيود الفقر والتخلف التي تقيد الانسان، وتوجه تطوير العلم والتقنية ووسائل الإنتاج وتضع حدا للازدواجية بين الحداثة والتقليد. وله الدور الرئيسي في الساحة السياسية لتغيير الكثير من المفاهيم ضمن مشروع للحياة العملية لانهاء الضياع والتهميش المقصود والمحافظة على الهوية الاصيلة وان تطرح قضيتهم على حقيقتها وبالمستوى المؤثر والمطلوب وضرورة الاتفاق على صيغة للعمل من اجل دفع قضيتهم الى الأمام والحرص على مصلحتهم لآنهم يعيشون في وقت تشتـّد فيه الصراعات السياسية وتتقاذفهم رياحها، لذا اقتضى الامر على لم الشمل والانضواء تحت خيمة واحدة تمثل برلماناً متشكل من كل التنظيمات والاحزاب والحركات والشخصيات المستقلة المؤثرة فيه لرسم طريق المستقبل المأمول ليكون للفيليين تمثيل في الحكومة العراقية القادمة وفي المستقبل ومجالس المحافظات التي يتواجد فيها الكورد الفيليون وفي المنظمات غير الحكومية وغيرها ، وهذا جزء من رد الاعتبار لهذا المكون الأصيل واسترداد بعض الحقوق له .
في كل المجتمعات يمثل المثقفون الحريصون على المجتمع نجوم متلالئة فيه وصفوته والنموذج للاقتاء بهم وانهم اكثر الناس احساساً وشعوراً بهموم المواطنين ومعاناتهم وما يعتري المجتمع ، كما انهم مصدر اشعاع واستنهاض الهمم وذلك لمواكبتهم ومراقبتهم التطورات والاحداث وما تفرزه من مستجدات ، فضلاً عن مراقبة التطور المعرفي والفكري ، والمثقف الكوردي الفيلي عاش عقوداً من الملاحقة والاضطهاد وسياسة القمع والتكميم وفرض الحظر القسري مثل اكثر المثقفين العراقيين من قبل الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق وخاصة ً في زمن نظام البعث المجرم ومن هنا ادعو الى تأسيس (مجلس اعلى للثقافة الفيلية ) من اجل تنظيم حياتهم الثقافية والابداعية بشكل افضل يتناسب مع الحرية الممنوحة ولابراز الطاقات الابداعية والاستفادة من امكانياتهم والمثقف الفيلي اليوم أمام مسؤولية كبيرة تجاه ابناء جلدته الكورد الفيليين فيجب ان يضطلع بها إذ ترتبت عليه واجبات لايمكن التنصل منها ، واليوم لا معنى للاحباط النفسي والمعنوي والانكماش اضافة الى الاضطرابات الجانبية الذهنية ، لان الحالة تغيرت في الوقت الحاضر تحت ظل الانفتاح الحالي فهم المحرك للعواطف والمشاعر و لسان الأمة لذا عليهم ادراك المرحلة الحالية و يدرسوا التجربة الراهنة بوعي وشعور بالمسؤولية التاريخية لتحديد الأطر والبيانات لرسم مستقبل الكورد الفيليين وخاصة تربية الجيل الحالي والقادم و للتعريف بهذا المكون الاصيل وذلك بتفعيل دوره لبث الوعي وتثقيف ابنائنا الفيليين وان ترسخ في نفوسهم روح التسامح والتعاون ولو ان اغلبهم يتصف بهذه الروحية المتوارثة جيلا بعد جيل ولكن ليكون تعاملهم مع كل القوى وفق المصالح السياسية والاستحقاق الوطني الذي ينص عليه الدستور وان تكون علاقتهم مع الجميع علاقات وثيقة حسب مفهوم المواطنة وأسس العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات والعيش المشترك في الوطن وذلك لمد جسور التعاون مع القوى السياسية الوطنية ومع منظمات المجتمع المدني ومختلف اطيافه ومع كل الذي له علاقة بالشأن الكوردي ككل والفيلي خاصة لكي تتعزز الفعاليات والنشاطات للوصول الى شاطئ انصاف الكورد الفيليين وتحقيق ما يصبون اليه و ان يكون المثقف الكوردي أداة لتوعية اخوته من هذه الامة المظلومة وخاصتهم بمفهوم الجرائم التي ارتكبت بحقهم من جرائم ابادة ، لذا يجب انصاف هذا المكون الذي ارتكب بحقه الكثير من التجاوزات وهدر الحقوق والجرائم في الحقب السوداء الماضية اصعبها في اثناء فترة نظام حزب البعث التسلطي الشوفيني والتي يحاول البعض طمسها .