لفرحة العيد "غصة" لدى الموصليين.. صور
شفق نيوز/ مع ساعات الصباح الاولى توجه الاف الموصليين الى مقابر المدينة لزيارة قبور موتاهم في تقليد لازمهم منذ زمن طويل كوفاء لذويهم المتوفين. ويمسك الموصليون بالمصحف لقراءة سوراً من القران الكريم، عند قبور موتاهم، كصدقة عنهم وفق ما يقول العم "احمد صديق" الذي يزور قبر والده كل عيد منذ ثلاثين عاما ويقرأ له جزءا من القرآن ليعود بعدها الى البيت.
ويقول صديق لوكالة شفق نيوز، إنه يشعر بانه يسدد جزءا من الدين لوالده الذي تعب على تربيته وعاش الامرين لاجله ولاجل اخوته، مضيفاً أن خير مايقدمه لوالديه في العيد هو الصدقة وقراءة القران لان هذا الشي الوحيد الذي ينفعهم.
غصة العيد
اما "عدي احسان"، الذي جاء ليزور قبره اخيه وابن اخيه اللذان قضيا بقذيفة سقطت على منزلهم اثناء عمليات التحرير قيقول إن "غصة كبيرة تعصر قلبه كلما مر العيد بسبب الطريقة القاسية التي استشهد بها اخيه وابنه الصغير". ويقول عدي لمراسل وكالة شفق نيوز، "نحن نزور القبور كل عيد، لكن منذ استشهاد اخي اصبح الامر مؤلم"، مضيفاً "التفت حولك اينما تقع عينك ستقرأ على شواخص القبور الشهيد فلان والشهيدة فلانة وسترى كم خسرنا من احباء في اعوام داعش وعمليات التحرير".
ويضيف عدي قائلاً: إن "الموت علينا حق ولكن الامر الذي يجعله قاسي جداً هو الطريقة التي استشهد بنا احباءنا فلم نستطع حتى اقامة مجالس عزاء لهم في تلك الظروف .
وبعيدا عن عدي يسير العم "تيسير قاسم"، على عكازه بعد ان فقد احدى ساقيه ابان معارك التحرير متوجها الى قبر زوجته وابنه الكبير حيث لقيا حتفهما بعبوة ناسفة انفجرت على عائلته اثناء الهروب باتجاه القوات الامنية مما ادت الى وفاة زوجته وابنه وبتر احدى قديمه .
ويتحدث قاسم عن حزن يتجدد في كل مناسبة يحضرها ويقول،"اذا حضرت زواجا اتذكر ابني وتمنيت لو زوجته وكلما يأتي رمضان اقضيه لوحدي والعيد لاطعم له"، مضيفاً "نعم انا اسلم على الاقارب والتقي بهم واعايدهم ونتبادل التهاني لكن لم يعد هناك ما اتمناه".
وأضاف "خسرت الابن والزوجة والعائلة التي كنت اعيش معها وخسرت قدمي ايضاً.. وأنا هنا اليوم جئت لأقضي معهم بعض الوقت فهما عائلتي ان كانوا احياءً او امواتاً".
وبعيداً عن قصص الوجع التي تغص بها مقابر الموصل، هناك قصصاً اخرى اشد وجعاً لجيل من الطفولة المعدمة، اطفال ايتام يجوبون المقبرة بحثا عن الصدقات او قطعة حلوى او بعض المال يقدمها لهم من يزور القبور.
وفي هذه الصورة مجموعة منهم اربعة ايتام فقدوا ابائهم في الحرب، يقولون لمراسل وكالة شفق نيوز، نحن نجمع العيديات من المقبرة ونحصل على الحلويات من الناس وليس على لسانهم سوى عبارة باللهجة الموصلية، (عمو اذا عندك عيدانية اعطينا).
ويقول مدير الطب العدلي في الموصل حسن واثق لمراسل وكالة شفق، إن اعداد الشهداء غير معلوم حتى الان، ولا احصائيات رسمية ولكنها تقدر بالالاف، مشيراً إلى أن هناك الالاف ايضاً من المفقودين بمصير مجهول ومقابر جماعية لم تفتح حتى اليوم .
ورغم مرور 5 سنوات على هدوء ازيز الرصاص، إلا أن ازيز الوجع في صدور ضحايا الحرب لم يهدأ وهذه صورة موجعة من الصور التي تخفي نفسها تحت فرحة العيد.