في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. ما أهم المشاكل التي تواجه الصحفيين العراقيين؟

في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. ما أهم المشاكل التي تواجه الصحفيين العراقيين؟
2023-05-03T17:39:53+00:00

شفق نيوز/ في اليوم العالمي لحرية الصحافة، يعاني الصحفيون في العراق من تحديات أثناء ممارستهم لهذه المهنة، منها صعوبة الحصول على المعلومة، والملاحقة القانونية، والاعتقال، والترهيب، والترغيب، وقد تصل أحياناً إلى التصفية الجسدية، وهو ما حدث مع عدد من الصحفيين خلال الأعوام المنصرمة.

ولا تقتصر الصعاب على العمل الميداني للصحفيين والمراسلين والمصورين، حيث يعيش صحفيون داخل وسائل إعلامية وقنوات فضائية "واقعاً مريراً"، على اعتبار أن "غالبية المؤسسات الموجودة في العراق حزبية غير مستقلة، تعتمد على الصراعات والمضاربات السياسية بهدف التسقيط والربح المادي".

وبالتالي تمتلك الأحزاب اليد الطولى على الصحفيين، في وقت يشكو فيه الصحفيون من تأخير دفع رواتبهم والامتناع عن تسديد مستحقاتهم المادية، بحسب صحفيين.

ويطالب الصحفيون بضرورة تشريع قانون يحمي الصحفيين، ومعالجة القيود التي تفرضها قوانين النشر المتعلقة بالمعلومة التي غالباً ما تكون ذات طابع سياسي وأمني واقتصادي لكتم حرية التعبير وحجب نشر قضايا فساد بعض المتنفذين، في ظل "هاجس حكومي يخشى الصحافة وخاصة الاستقصائية للتستر على الوثائق وملفات الفساد نتيجة غياب الشفافية".

دعاوى كيدية

يقول رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية، هادي جلو مرعي: "على الرغم من انحسار عمليات قتل الصحفيين كما كان في السابق والتي فُقد بسببها أكثر من 500 صحفي، الا أن الانتهاكات ما تزال مستمرة لكن بأوجه مُختلفة"، مبيناً أن "هناك مسؤولين وجهات معينة ترفع دعاوى قضائية ضد صحفيين بسبب نشر مادة لم تروق لهم".

ويضيف مرعي لوكالة شفق نيوز "كما هناك مشاكل اقتصادية يعاني منها صحفيون وحتى صحفيات بالإضافة إلى الانتهاكات، من خلال التضييق عليهم، في وقت لا تدافع إدارات القنوات الفضائية ووسائل الإعلام عن منتسبيها بالشكل المطلوب".

ويتفق رئيس فرع نقابة الصحفيين العراقيين في محافظة كربلاء، حسين عبد الأمير العلياني، مع ما طرحه هادي جلو حول وجود معوقات عديدة لعمل الصحفيين، منها "إقامة دعاوى كيدية عليهم من قبل مؤسسات حكومية أو غير حكومية".

وأشار خلال حديثه لوكالة شفق نيوز إلى أن "أغلب الصحفيين يعانون أيضاً من مشكلة قدرة الحصول على المعلومة".

بدورها تطلب الصحفية قدس السامرائي "من القضاء، ونقيب الصحفيين مؤيد اللامي، حماية حقوق ومصالح الصحفيين، وأن يعيدوا مسألة تقديم الدعاوى والشكاوى القضائية ضد الصحفيين".

وبينت لوكالة شفق نيوز أن "هذه محاولات لكتم حرية التعبير ومنع نشر قضايا فساد بعض المتنفذين، وهذا ما حصل مع بعض الصحفيين والإعلاميين في العراق، وأنا منهم".

تجارة في الإعلام

من جهتها، تشير الإعلامية منال المعتصم، إلى أن "بعض الصحفيين ليس لديهم الحرية الواسعة في اختيار نوعية البرامج التي يقدمونها واستقصاء الأحداث".

وأوضحت خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، أن "بعض أصحاب القنوات هم من يحددون نوعية وماهية وكيفية البرنامج، ويعدونها عملاً تجارياً واقتصادياً أكثر من كونها عملاً صحفياً وإعلامياً".

ويُصنف العراق ضمن البلدان العالية الخطورة في العمل الصحفي، وفق تقارير منظمة مراسلون بلا حدود "ما ينم عن الواقع الخطر أو الارضية الهشة التي يعمل بها الصحفيون في العراق"، وفق الصحفي الاستقصائي، حسن شون.

ويتابع لوكالة شفق نيوز، أن "الصحفيين لا يمتلكون قانوناً يتيح لهم الحصول على المعلومة، أما قانون حق الحصول على المعلومة فما يزال حبيس أدراج مجلس النواب بسبب الخلافات السياسية، فيما تسعى بعض الكتل السياسية إلى تقييد حرية الصحافة والتعبير من خلال قانون جرائم المعلوماتية وقانون حرية التعبير والتظاهر التي يعتزم مجلس النواب تشريعهما".

توجس من الصحافة الاستقصائية

ويوضح شون، أنه "نتيجة لتلك التحديات بات العراق بيئة غير مؤاتية لوجود صحافة استقصائية حقيقية كما موجود في البلدان الأوروبية وحتى العربية التي بدأت تتطور فيها هذا النوع من الصحافة لوجود بعض القوانين التي تساعد على تنميتها وتطويرها".

ويضيف "الصحافة الاستقصائية غائبة بشكل واضح في العراق الا ما ندر، بسبب القيود المفروضة على الصحفي والإعلامي بما يتعلق بالحصول على المعلومة، وكذلك عدم وجود برامج تدريبية داخل المؤسسات الإعلامية لتطوير أدوات الصحفيين والتوجه نحو الصحافة الاستقصائية".

وبين "دائماً ما تركّز تلك المؤسسات على الصراعات والمضاربات السياسية بهدف التسقيط والربح المادي لعائدية هذه المؤسسات لجهات سياسية معينة، في ظل هاجس حكومي يخشى الصحافة الاستقصائية، والتالي يتم التستر على الوثائق وملفات الفساد نتيجة غياب الشفافية".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon