طابو الزهور.. كابوس يؤرق الموصليين (صور)
شفق نيوز/ أعيد افتتاحها مؤخراً وبعد طول انتظار بجملة تغييرات إدارية، إلا أنها كابوس مزمن للموصليين، فلمن تشتكي حبة القمح إن كان القاضي دجاجة؟ لسان حال أهل الموصل الذين مازالوا ينفضون غبار اجتياح داعش ومعارك التحرير، مع إجراءات روتينية وإدارية (سمتان شاخصتان في معظم دوائر الدولة العراقية)، وهو ما يعانونه حقاً في مديرية التسجيل العقاري (طابو الزهور) في أيسر المدينة.
في (طابو الزهور)، يحاول أحمد صالح، منذ ستة أشهر، الحصول على سند لمنزله بحي القاهرة في أيسر الموصل، ولكن الإجراءات الروتينية والتعقيدات وبعض المشكلات الصغيرة التي لم يجدوا لها حلاً حالت دون الحصول على سند جديد حتى اللحظة.
محاولات يائسة
صالح، أراد بيع منزله، إلا أنه ومع مرور هذه المدة تراجع عن القرار لعدم إكمال حصوله على سند العقار من طابو الزهور، يستغرب صالح من حال هذه الدائرة، يقول إن "الدولة عاقبت نصف موظفيها وسجنت العديد منهم، ورغم ذلك لم ينته الفساد والحال على ما هو عليه الآن".
أما عبد الرحمن محمود، فهو رجل خمسيني، أمضى خمس سنوات في معاملة الحصول على سند جديد، لاستبدال القديم الذي معه، ومازال ينتظر.
دائرة التسجيل العقاري، أبلغت عبد الرحمن، بحسب ما تحدث به لوكالة شفق نيوز، أن "سجل القيود مفقود ويحتاج الأمر إلى تشكيل لجنة من المحكمة".
لكن وبرغم الشكوى التي تقدم بها الرجل الخمسيني، "لم تشكل له لجنة، ولم يحصل على شيء أيضاً، حتى بات يشعر بالإهانة لما يحدث معه".
بينما أمضى هيثم سلطان، ثلاث ساعات ونصف، من أجل كتاب عديم الفائدة وبسيط حسب قوله، ويحتاج فقط إلى مراجعة الحاسبة والصادرة والواردة، لافتاً إلى أن "بقية الأيام تكون أشد زخماً، وهذا الكتاب الذي حصل عليه في هذه المدة، قد يحتاج إلى يومين لإكماله في وقت آخر".
ومنعت دائرة التسجيل العقاري، مراسل الوكالة، من الدخول وتصوير أروقة الدائرة، وبعد لقاء مديرها، أبلغه أن "التصوير ممنوع والتصريح كذلك إلا بموافقة وزير العدل، ولكن كان كلام المراجعين كفيلاً بنقل المشهد عمّا يجري في الداخل من معاناة.
وكانت هيئة النزاهة الاتحادية، قد صنفت هذه الدائرة العام الماضي، بـ"أكثر دائرة في العراق تعاطٍ للرشى"، وبقيت مغلقة لأكثر من عام بسبب عمليات التلاعب والتزوير في السجلات والقيود، خصوصا التي تخص أملاك الدولة العامة.
كما ضبطت النزاهة، خلية كاملة فيها من الموظفين وسجنت عدداً منهم العام الماضي، وبعد إكمال عمليات التدقيق أعيد افتتاحها قبل أشهر عدة، لكن حالها لم يتغير في الإجراءات الروتينية .