صور.. بيوت بغداديين خالية وقت السحور
شفق نيوز/ ترى "أم أحمد" أن تناول وجبة السحور خارج منزلها يكسر الروتين ويعزز العلاقات الاجتماعية، حيث تمدد المطاعم ومحال الحلويات البغدادية أوقات عملها إلى وقت متأخر من الليل في شهر رمضان.
ام احمد ذات الـ"45" عاماً وهي احدى موظفات القطاع الخاص تقول لوكالة شفق نيوز، إنها "وجدت في السحور الرمضاني خارج المنزل فرصة للتغيير وكسر الروتين المنزلي لاسيما في إعداد وجبة السحور حيث ان اغلب المطاعم تتنافس فيما بينها لاستقطاب الزبائن من خلال تقديم بوفيه مفتوح يتضمن شتى المأكولات الشرقية والغربية وبأسعار تنافسية لا تزيد عن عشرة آلاف دينار اي ما يعادل 7 دولارات".
وتضيف أن "الزحام الذي تشهده المطاعم خلال فترة السحور يوحي بأن لا أحد يتسحر في المنزل حيث ان الاجواء الرمضانية الساحرة تزيد في استمالة الزبائن".
ويوضح أبو ياسر 55 عاماً لوكالة شفق نيوز ان "تناول وجبة السحور في أحد المطاعم يكاد يكون طقسا يوميا لعائلته لانخفاض اسعار الوجبات المقدمة الى جانب توسيع دائرة العلاقات مع العائلات التي ترتاد ذات المطاعم في ذات الوقت الامر الذي يعزز العلاقات بين الاسر البغدادية".
ويضيف، ان "تناول وجبة السحور في المطعم يعد مكافأة فورية للزوجة او الام او الاخت ممن تتكفل بإعداد وجبة الافطار وهذا يشكل حافزا لهن للابداع في صناعة اطباق فاخرة من الطعام تتناسب ولهفة الصائم للطعام".
الى ذلك اكد حيدر الدراجي صاحب احد المطاعم وسط بغداد ان "بوفيه مفتوح وجبة السحور لايحقق ارباحاً تذكر مقارنة بوجبات الافطار التي يقدمها المطعم".
وأوضح الدراجي لوكالة شفق نيوز ان "تبني فكرة تقديم وجبة سحور من قبل اغلب اصحاب المطاعم في بغداد او بعض المحافظات وان كانت بشكل نسبي تأتي كمبادرة من قبل اصحاب المطاعم بتقديم وجبات فاخرة ومتنوعة للعائلات ذات الدخل المحدود مثلا وجبة افطار لعائلة مكونة من ثلاثة اشخاص قد تصل قيمة فاتورتها لاكثر من 110 الاف دينار عراقي فيما لاتتجاوز ذات الفاتورة لسحور ذات العائلة 30 الف دينار".
ولايقتصر الامر عند مطاعم الدرجة الاولى او المعروفة بل وصل الى اصحاب المأكولات السريعة في المناطق الشعبية (لحم بعجين، مخلمة، اجبان مختلفة)، حيث يتزاحم المتسحرون عند العربات او المطاعم المتنقلة للحصول على وجبة سحور.
كما مدد اصحاب محال الحلويات والمعجنات مواعيد عملهم حتى ساعات السحور لتلبية حاجة العائلات التي عادة ما ترغب في تناول الحلويات قبل السحور واحيانا كثيرة بعده.
ويؤكد سداد الربيعي 22 عاماً احد العاملين في محل للحلويات ان "اغلب العائلات تقصد محلهم للحصول على الكنافة النابلسية التي يتقنون بصناعتها".
ويضيف، "عادة ما تشهد بضاعتنا انتعاشا طيلة شهر رمضان بسبب تزايد الاقبال على الحلويات لاسيما بعد وجبة الافطار بساعات او قبيل وقت السحور الامر الذي يضطرنا لتمديد ساعات العمل حتى ساعات الفجر".
ويقول إن "طقوس رمضان واجوائه تنعش جيوب العاملين بالاجرة اليومية من خلال تصاعد ارباح رب العمل سواء كان مطعما او محال لبيع الحلويات".