سور بغداد.. حامي العاصمة و"كابوس" آلاف الأنباريين
شفق نيوز/ تسبب سور بغداد الأمني الفاصل بين محافظة الانبار والعاصمة بغداد، بإلحاق أضرار جسيمة في أراض زراعية لآلاف العراقيين على طول 75 كيلومتراً وخاصة سكان ناحية الخيرات أقصى شرقي الأنبار والمحاذية للحدود الإدارية مع العاصمة بغداد.
وشق السور وسط الاراضي الزراعية في ناحية الخيرات، وبات قسم منها في الجانب الشرقي من السور وقسم آخر في الجانب الغربي، إضافة إلى أعمال الحفر والسواتر الترابية وأبراج المراقبة والثكنات العسكرية التي تسببت بخروج مساحات واسعة من الاراضي الزراعية عن الانتاج، وفقا لما يؤكده فلاحون في تلك المناطق.
وقال مدير ناحية الخيرات عماد المحمدي، لوكالة شفق نيوز، إن "خطة السور اثبتت فشلها، كما أنها من ضمن خطط عسكرية قديمة لا تتناسب مع الوضع الراهن".
وأضاف أن "السور تسبب بأضرار لأكثر من 54 ألف مواطن من سكان الناحية (الخيرات) والمناطق المجاورة، وسبق لحكومة الانبار أن زودت المنطقة بكاميرات مراقبة حرارية ويمكن للحكومة في بغداد، أن تجهز المنطقة بكاميرات واحتياطات السور الذي بات مشكلة أمام استصلاح مساحات كبيرة من أراضي المواطنين الخاصة".
وأوضح المحمدي ان "السور البالغ طوله قرابة الـ 75 كم، لا يحتوي سوى على منفذ واحد وعلى المزارعين السير بآلياتهم كل هذه المسافة ليتمكنوا من زراعة اراضيهم او سقيها وما شابه ذلك ثم العودة من نفس الباب".
وجرى تشييد السور عام 2016 من قبل قيادة عمليات بغداد، قُبيل استعادة مدن محافظة الانبار من قبضة تنظيم داعش.
وكان الهدف الرئيسي لتشييد السور حماية بغداد من هجمات محتملة وسد الطريق أمام احتمال تسلل مسلحي داعش إلى العاصمة، إلا أنه تحول إلى كابوس جاثم على صدور أصحاب الأراضي الزراعية.
فقد شيّد السور دون مراعاة الحدود الإدارية بين محافظتي بغداد والأنبار، وهو ما تسبب بتقسيم الأراضي الزراعية بين طرفي السور.
وقال المزارع حاتم الحلبوسي (43 سنة) لوكالة شفق نيوز، "لم تقدم لنا الحكومة اي دعم من شأنه تسهيل عملنا في زراعة المحاصيل الزراعية، ولم نعترض على هذا التجاهل".
وتابع بالقول، "لكن أن تسرق أراضينا لمصالح سياسية أدت الى تدهور الزراعة في المحافظة، فهذا امر مرفوض".
وطالب الحلبوسي، الجهات المعنية، "بايجاد الحلول المناسبة وارجاع اراضينا كما كانت، فهي مصدر عيش الالاف من المزارعين".
من جانبه، قال خالد العيساوي (51 سنة) لوكالة شفق نيوز، "تركت الزراعة بعد انشاء السور بثلاثة أشهر، فقد قسم هذا السور أرضي ولم يعد بإمكاني زراعة نصفها والسير بآلياتي مسافة ما يقارب 70 كم لزراعة النصف الآخر، ناهيكم عن الساعات التي انتظر بها انتهاء تحقيق القوات الامنية لأتمكن من العبور الى الجانب الآخر في كل مرة".
فيما اكد مدير زراعة الانبار المهندس مثنى سبتي في حديثه لوكالة شفق نيوز بأن "انشاء السور تسبب بإعاقة النشاط الزراعي في المحافظة، مما دفع الحكومة المحلية نحو انشاء مخازن لتخزين الاسمدة والبذور التي يحتاجها المزارعين".
وأشار إلى أن "هناك خططا عديدة سيتم الكشف عنها في الايام القريبة والتي ستسهم باكتفاء المحافظة من محاصيل زراعية عدة والتصدير لباقي المحافظات".