"تجربتنا كانت قاسية، والتهم جاهزة"، الأنبار تعتذر عن التظاهر.. ومحتجو ذي قار يتبرأون من الحرق
شفق نيوز/ بالتزامن مع إنطلاق احتجاجات "ثورة تشرين" في العاصمة العراقية بغداد، والتي حملت عنوان "من قتلني ؟" بهدف المطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين منذ انطلاق الثورة في تشرين الأول من عام 2019، ورداً على مطالب المتظاهرين عبر مواقع التواصل الإجتماعي بضرورة مشاركة أبناء محافظة الأنبار والخروج بالتظاهرات التي تجري على ساحات التحرير والنسور والفردوس في بغداد
يتحدث ناشطون من محافظة الأنبار، عن مخاوف ومحاذير منعتهم من المشاركة في التظاهرات، مشيرين بأحاديث متفرقة مع وكالة شفق نيوز، بأنهم "لن يتمكنوا من الخروج لأسباب عديدة، ومنها أن التهم لهم جاهزة وعلى طاولة سياسيين وأحزاب".
الناشط المدني أحمد الآلوسي، يقول معتذراً عن الخروج بالتظاهرات، "إلى إخوتنا المتظاهرين في بغداد والمحافظات كافة، نحن كأبناء الأنبار لسنا مؤهلين للتظاهر داخل المحافظة وحتى خارجها، فما زال غبار جسر بزيبز بأعيننا".
وأوضح الآلوسي، قائلاً "تظاهراتنا في الاعوام السابقة تم تجييرها إلى جهات سياسية، ثم قاموا بإدخال إرهابيين إلى ساحاتنا، ثم انقلبت الموازين رأساً على عقب، وتم اتهامنا بأبشع المسميات، وتهجرنا ودمرت مدننا وذقنا مرارة النزوح لأربعة أعوام، وما زال الجرح ينزف، لذا نعتذر عن الخروج".
وأما الناشط طاهر العيساوي، فيقول "زملائنا المتظاهرين طلبوا منا عدم التظاهر او حتى المشاركة معهم بالتظاهرات، كون بعض السياسيين وقادة الأحزاب جهزوا لنا التهم سلفاً، وعند خروجنا سيقولون ( داعش، البعثية، الصداميين، الارهابيين ) خرجوا بمظاهرات، وهذا سيتيح لهم استخدام أسلحتهم وقمع المتظاهرين".
وبشان قيام القوات الأمنية بمنع المواطنين من الوصول إلى العاصمة بغداد، قال العيساوي، لوكالة شفق نيوز، "القوات الأمنية او الحكومة المحلية ليست بحاجة إلى منع المواطنين من التظاهر، كوننا جميعا رافضين هذه الفكرة في المحافظة، وأصغر طفل عاش ألم النزوح والقتل والتغييب والدمار الذي عاشه أبناء الأنبار، لن يخرج بتظاهرة اطلاقاً"
وأضاف العيساوي، بأن "داعش مازال ينشط في المناطق الصحراوية من الأنبار، وعند قيمنا بالتظاهر فمن المتوقع أن يتم توجيههم بقمعها وتسييسها مجدداً"
وتابع العيساوي، قائلاً "رسالتي الي المتظاهرين كافة، بأن شباب الانبار وأهلها متضامنين معكم ومع مطالبكم المشروعة، ونتمنى لكم السلامة وتحقيق ما تحلمون ونحلم به جميعاً"
ومن جهة أخرى، قال الشيخ مصطفى الكبيسي، مستذكراً مظاهرات ساحات "العز والكرامة" قبل احتلال داعش لمدن الانبار، "خرجنا بتظاهرات عام 2012 عندما كانت الظروف مهيئة ومناسبة، وطالبنا بحقوقنا التي اعترف بها العدو قبل الصديق، لكن حدث ما حدث، وكانت تجربة مريرة وقاسية، ولم نحصل على شيء مما كنا نطالب به، بل على العكس تماماً، تضاعفت مشاكلنا، واقولها ببراءة الطفل وشجاعة الرجل، بأننا الآن ليس لنا علاقة بالمظاهرات اطلاقاً، كون التهم ضدنا جاهزة"
وأضاف الكبيسي، في حديثه لوكالة شفق نيوز، قائلاً "نريد أن نلملم جراحنا ونبني منازلنا، ومازالت جثث أطفالنا تحت الأنقاض، ومئات العوائل ماتزال بين مهجرة ونازحة، والمناطق الغربية تم وضعها في قفص الإتهام، وأي تحرك لأبنائها فسيتم تكرار سيناريو داعش الذي وقعنا ضحية له".
ووجه الكبيسي رسالة إلى أبناء محافظة الانبار، قال خلالها، "اهتموا بمحافظاتكم كون تجربتنا كانت قاسية، ونحن الآن لا نملك من الأمر شيء، وليس لدينا أي مقومات للتظاهر، حيث اتهمنا بتظاهراتنا بالدعشنة والخارجين عن القانون وضد مؤسسات الدولة، وعوقبنا بأشد العقوبات".
بدوره قال محافظ الانبار خلال لقاء تلفزيوني له، بأن "المتظاهرين من أبناء الانبار قبل دخول تنظيم داعش ليس لهم ذنب بما حدث، فجميعهم ( عطالة بطالة ) ومنهم من قيل له بأن الحكومة ليست جيدة او طائفية، وتم جلبهم إلى ساحات التظاهر، وكان هناك من يقف وراء إقامتها، وليس بالإمكان محاسبة احد منهم كونهم لا يعلمون من كان يقف وراء هذه المظاهرات".
وقال الدليمي، بأن "بعد العودة إلى المحافظة، هناك من جاءوا بنفس ما جاء به متظاهرو ساحات ما قبل دخول تنظيم داعش، لكن نحن كحكومة محلية عملنا وفق المصالحة المجتمعية، لتسيير حياة السكان".
وأردف الدليمي، بالقول "مع انطلاق مظاهرات بغداد وباقي المحافظات، وهناك من حاولوا إعادة التظاهرات إلى المحافظة، لكن المواطنين أنفسهم من رفضوا ان تقام تظاهرة في الانبار، قائلين بأنهم قاموا بالتجربة وتسببت لنا مشكلة" .
وبين الدليمي، قائلاً "انا شخصيا أرفض ان تستهدف المظاهرات القوات الأمنية، ومقرات الحكومة والمواطنين العزل، ويجب أن تكون مظاهرات حضارية وتعبر من خلالها عن رأيك".
وفي السياق اعلن متظاهرو "ساحة الحبوبي" في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار جنوبي العراق أن التظاهرات انطلقت شعار المطالبة ( بالكشف عن قتلة المتظاهرين) وكذلك بقية المطالب الحقة المشروعة.
وشدد البيان أن اي قطع للشوارع او حرق او ارباك الوضع العام بدون اي مبرر لا علاقة له بالمظاهرة وعلى القوات الأمنية اتخاذ ما يلزم بحق من يحاول تشويه صورة التظاهرة.