بعد أن دمرتها الحرب.. الشناشيل تعود إلى واجهات بيوت الموصل القديمة
شفق نيوز/ تزينت واجهات العديد من منازل مدينة الموصل القديمة، بالشناشيل بعد أن أزالتها الحرب على داعش.
وأطلقت جمعية احياء التراث في الموصل بالتعاون مع احدى المنظمات الدولية، مشروع اعادة اعمار الشناشيل، حيث سيتم في المرحلة الاولى اعادة اعمار 10 شناشيل في منطقتي الخرج والمياسه، حيث تكثر الشناشيل هناك وقد تعرضت ويقول المؤرخ الموصلي احمد قاسم الجواري لوكالة شفق نيوز؛ ان الشناشيل قد ظهرت في الموصل ابان العهد العثماني، وانتشرت في ذلك الوقت ومن ثم تراجع بناؤها في الفترة الاخيرة حتى باتت اليوم عنصرا من عناصر العمارة التراثية.
ويرى عمار سعد الله المسؤول التنفيذي عن المشروع، ان الهدف منه إعادة إحياء جزء من هوية الموصل التراثية وإنقاذ روحها التراثية من الضياع بعد كل ماتعرضت له من أضرار كبيرة تسبب بخسارة جزء كبير من ملامحها التراثية والاثرية.
وبحسب حديث سعد الله مع وكالة شفق نيوز؛ فإن الوجبة الاولى سيتم إعمار 10 شناشيل كما أن هناك وجبات اخرى سيتم العمل على اعمارها ايضا.
أما العم محمد وهو من سكنة منطقة المياسة قال لمراسل وكالة شفق نيوز؛ إن هذه الشناشيل اعادت احياء الذكريات فقد كنا نجلس فيها لشرب الشاي وتجتمع العائلة بالقرب من نوافذها خصوصا في الأيام الحارة، وكان جلوسنا فيها ورؤيتي لها اليوم اعادتني بالذاكرة الى قرابة 50 عام.
ويعرب العم محمد عن سعادته برؤية من يهتم بها (الشناشيل) ويحاول اعادة ترميمها وكأن هذا الترميم هو ترميم جزء من مشاعرنا وذكرياتنا الجميلة بعد كل ماعشناه بسبب الحرب والارهاب.
ويلفت العم محمد إلى أن هنالك بعض قصص الحب التي بدأت من نوافذ هذه الشناشيل بين العاشقين واتذكر بعض المواقف الجميلة منها لكن اتحفظ عليها لانها تخص الاصدقاء.
والشناشيل أو ما يعرف بالمشربيات، فهي عنصر معماري يتمثّل في بروز الغرف في الطابق الأول أو ما فوقه، يمتد فوق الشارع أو داخل فناء المبنى (في البيوت ذات الأفنية الوسطيّة).
وتُبنى المشربية من الخشب المنقوش والمزخرف والمبطّن بالزجاج الملون، كما تعدّ المشربية إحدى عناصر العمارة التقليدية الصحراوية في البلاد العربية الحارّة، بدأ ظهورها في القرن السادس الهجري (الثالث عشر الميلادي) إبّان العصر العباسي، واستمر استخدامها حتى أوائل القرن العشرين الميلادي.
ويكثر استخدام المشربيات في القصور والبيوت التقليدية (المباني السكنيّة)، إلا أنها استُخدمت أيضا في بعض المباني العامة مثل دور الإمارة والخانات والمستشفيات وغيرها وهنا في الموصل ظهرت في العهد العثماني.
وللشناشيل عدة تسميات منها المشرفية وذلك لأنها تشرف على الشارع او الزقاق ومنها المشربية لأن بعض الناس كانوا يخزنون فيها مياه الشرب لقلتها آنذاك
وباتت اليوم من عناصر العمارة التراثية لقلة بنائها في الفترة الأخيرة.