بالصور.. أمنية واحدة حاضرة في احتفالات مسيحيي العراق
شفق نيوز/ أقام المسيحيون في قضاء الحمدانية بمحافظة نينوى يوم الخميس قداس عيد الميلاد وسط إجراءات أمنية مشددة.
وأقيم القداس في كنيسة "الطاهرة" وهي أقدم كنيسة في القضاء بمشاركة العشرات من أبناء الديانة المسيحية.
وأقيمت المراسيم وسط انتشار كثيف لقوات الأمن في محيط الكنيسة.
وتحظر السلطات العراقية إقامة التجمعات الاحتفالية بسبب الإجراءات المفروضة للوقاية من فيروس كورونا.
وستقتصر مراسيم إحياء عيد الميلاد هذا العام بإقامة القداديس في الكنائس.
وفي كنيسة الطاهرة أوقد المحتفلون شعلة من النار وسط فناء الكنيسة في تقليد سنوي في عيد الميلاد يمثل شعلة الأمل والنور.
وقال أحد المحتفلين ويدعى سيف جميل، وهو معلم، لوكالة شفق نيوز، إن هذا أول قداس يحضره بعد عودته قبل بضعة أشهر من رحلة نزوح مريرة بدأت عام 2014 عندما اجتاح داعش قضاء الحمدانية ومعظم شمال وغرب العراق.
وكان التنظيم قد خير المسيحيين بين اعتناق الدين الإسلامي أو دفع الجزية أو مواجهة حد السيف، وهو ما دفعهم للهروب إلى إقليم كوردستان أو خارج البلاد.
وأضاف جميل أن حضوره هذا العام مراسم الاحتفال وإيقاد شعلة عيد الميلاد في قضاء الحمدانية منحه شعوراً جميلا واحساسا بالانتماء للمكان وأعاد إليه شيئاً ناقصاً في داخله.
لكن أجواء الفرح لم تكتمل في هذه الليلة عند جميل وغيره من المسيحيين في العراق، إذ هاجر الكثير من أقاربهم وأصدقائهم إلى خارج البلاد.
ويقدر عدد المسيحيين في العراق بحوالي 450 ألف شخص، وفقا لتقديرات غير رسمية، بعدما كان عددهم يناهز 1.8 مليون نسمة قبل الإطاحة بالنظام العراقي السابق عام 2003.
وهاجر المسيحيون إلى أوروبا وأمريكا ودول أخرى هرباً من الاضطرابات الأمنية واستهدافهم من قبل متشددين إسلاميين وخاصة تنظيم داعش.
وقال جميل إن ما تبقى من المسيحيين يحاولون التمسك بهويتهم وأرضهم.
وقالت شابة من قرقوش اسمها ناديا لوكالة شفق نيوز إن هذه الشعلة الثالثة التي توقدها في عيد الميلاد منذ إعلان هزيمة داعش في العراق وعودة المسيحيين إلى بيوتهم في سهل نينوى.
وتتذكر ناديا كيف كان العام الأول لعودتهم إلى منازلهم مليئاً بالتحديات وسط ركام الحرب وانعدام الخدمات العامة.
وأضافت أن الأمور بدأت تتحسن مع عودة الخدمات العامة من قبيل إعادة تبليط الطرق وإعادة تأهيل المتنزهات وقطاع الكهرباء وما إلى ذلك.
وعبرت عن أملها بتحسن الأوضاع في المستقل. وقالت إنها ليست نادمة البتة على بقائها في العراق وقالت إنها لا تستطيع الابتعاد عن موطنها.
لكن ما يشغل بالها وبال من تبقى من المسيحيين في العراق هو بحث مضنٍ عن الاستقرار في بلدهم.