النيران تلتهم هور العظيم ودخانها یهجّر السكان ویتلف المزروعات (فيديو)

شفق نيوز/ أفادت مصادر محلية في مدينة الرفيع الحدودية التابعة لمقاطعة الحويزة في إيران، بأنّ النيران التهمت هور العظيم نتيجة حرائق ما تزال مستمرة، وتسببت بنفوق أعداد كبيرة من الجاموس، بالإضافة إلى تهجير العديد من المواطنين لعدم تحملهم دخان الحرائق.

والرفيع هي مدينة تسكنها أغلبية عربية في مقاطعة الحويزة في محافظة خوزستان ومركزها الأحواز، وهي ملاصقة للحدود العراقية.

وقد طالب عدد كبير من نشطاء البيئة، بتدخل حكومي عاجل لإنقاذ الهور من الحرائق اليومية، وفتح السدود لإطلاق حصة الهور المائية أيضا.

وكانت قد أعلنت عدد من مدن المحافظة تعطيل الدوائر والمؤسسات الحكومية في المدينة بسبب الدخان في الأيام الماضية.

وفي هذا الإطار خاطب علي شرفي عضو مجلس مدينة الحويزة قاسم ساعدي ممثل أهالي الخفاجية والحويزة في البرلمان الإيراني عبر رسالة مفتوحة قال فيها: "بلغ السيل الزبى لدى الناس، البطالة والجفاف والغبار ومؤخرا الدخان الناجم عن حرق هور العظيم أصبحوا ضيوفنا الدائمين. إذا ذهبت وحصلت على إحصائيات مرضى الجهاز التنفسي من المراكز الطبية، ستدرك عمق الكارثة".

وکان الرد من قاسم ساعدي نشر في مقابلة مع وكالة ايسنا حيث قال: "لسوء الحظ، تعرضت بيئة الأراضي الرطبة للاضطراب ولن يتم استعادة هذا النظام البيئي بسهولة. طلبت من وزير الطاقة في هيئة الطاقة السيد مهرابيان أن يعتني على الأقل بالأراضي الرطبة في هور العظيم".

وأردف بالقول: "للأسف، فإنّ حالة الأهوار والنظم البيئية الطبيعية ليست مهمة بالنسبة لوزارة الطاقة وإنّ القائمين على الموارد المائية في وزارة الطاقة ليسوا خبراء في المياه ولا يهتمون بالطبيعة والنظام البيئي للطبيعة. وهذه خسارة كبيرة".

واما على الصعيد الرسمي وبحسب وكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون، قال إياد مطوري قائم مقام قضاء الحويزة: "إنّ الدخان الناجم عن حريق الجزء العراقي من بحيرة هور العظيم تسبب في تلوث الهواء في هذه المدينة. وتسبب بتدفق الرياح السائد والذي يتركز في الغالب من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي وبشكل عام من الغرب إلى الشرق في تأثّر الحویزة بهذا الحريق وما نتج عنه من دخان تسبب في استياء وشكاوى المواطنين بسبب مشاكل تنفسية وبيئية".

وکشف عن ارسال برقیة احتجاج على عدم إطفاء حريق الهور في الأراضي الرطبة في الجزء العراقي تم عبر وزارة الخارجية للحكومة العراقية لاتخاذ إجراءات عملياتية عاجلة".

ونسبت وکالة مهر تصريحات لعادل مولی نائب رئيس البيئة الطبيعية في إدارة حماية البيئة في خوزستان، "إنّ جفاف الغطاء النباتي لجزء من الأراضي الرطبة في هور العظيم الدولية بسبب حدوث الجفاف والحرارة الشديدة هو أحد الأسباب الرئيسية للحرائق المتتالية في الجزء العراقي من هذه الأراضي الرطبة وأفضل طريقة للحد من الحرائق هي ملئها بالماء والتأكد من حمايتها".

وأشار إلى أن ما يقرب من 22 ألف هكتار من الجزء العراقي من هور العظيم قد تضررت بالنيران، مضیفا: "شهدنا في الأيام الماضية حريق نحو 200 هكتار في الشق الإيراني تم احتواؤه ومنع انتشاره".

يذكر أنّ هور العظيم يقع بين إيران والعراق يمتد ثلث مساحته في جنوب غرب إيران بمحافظة خوزستان وتقع ثلثي مساحته داخل الأراضي العراقية. وقد ساهمت النيران وشحّ المياه في القضاء على أنواع نادرة من الطيور والأسماك والبرمائيات.

وتتعرّض هذه المساحة المائية المهمة سنوياً لحرائق يرجح ان تكون بسبب إنشاء السدود في أعالي النهر ومشاريع نقل المياه وحرف مجراها إلى مناطق في المحافظات الوسطى في إيران.