المولد النبوي "عيد ثالث" في الموصل والسكان يستذكرون "الفرح الممنوع".. صور
شفق نيوز/ من يزر الموصل في هذا اليوم، لن يمر بشارع الا ووجد الحلوى توزع على المارة وسائقي السيارات، وإن دخل الى الاحياء السكنية سيجد الأطفال يجوبون على المنازل ويوزعون على الجيران ما جادت به ايادي الخير وتبقى هذه العادات مستمرة منذ ساعات الصباح الأولى وحتى المساء.
فعلى جدران الازقة القديمة التي نجت من جرائم التنظيم ونيران الحرب، وضع سكان منطقة المشاهدة الزينة على طولها ابتهاجاً بيوم مولد الرسول محمد (ص).
ويعد تعليق الزينة في الشوارع ورفع اللافتات من العادات القديمة لدى الموصليين، تقام كل عام من اجل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ويضاف الى ذلك إقامة المناقب النبوية ومجالس الذكر والمديح ابتهاجاً بمولد سيد الكائنات.
والرسول محمد (ص)، ولد في مكة في شهر ربيع الأول من عام الفيل قبل ثلاث وخمسين سنة من الهجرة (هجرته من مكة إلى المدينة)، ما يوافق سنة 570 أو 571 ميلادياً و52 ق هـ. ولد يتيم الأب، وفقد أمه في سنّ مبكرة فتربى في كنف جده عبد المطلب، ثم من بعده عمه أبي طالب حيث ترعرع، وكان في تلك الفترة يعمل بالرعي ثم بالتجارة.
تزوج في سنِّ الخامسة والعشرين من خديجة بنت خويلد وأنجب منها كل أولاده باستثناء إبراهيم. كان قبل الإسلام يرفض عبادة الأوثان والممارسات الوثنية التي كانت منتشرة في مكة. ويؤمن المسلمون أن الوحي نزل عليه وكُلّف بالرسالة وهو ذو أربعين سنة.
الفرح الممنوع
يقول الحاج ميسر الشيخاوي وهو احد سكان منطقة المشاهدة في المدينة القديمة ان عناصر داعش كانوا يمنعون مظاهر الفرحة والبهجة بهذا اليوم، مشيرا إلى أن توزيع الحلوى والثواب كان يتم بصورة خجولة خوفا من عناصر التنظيم.
ويتحدث الشيخاوي لوكالة شفق نيوز، عن ابرز العادات التي يقيمونها كل عام في يوم المولد النبوي، ويقول نحن منذ تسعينيات القرن الماضي نقيم ختاناً مجانيا جماعيا للأطفال من المنطقة أو من احياء سكنية أخرى".
ويضيف، أن "الختان يستمر منذ ساعات الصباح الأولى وحتى حلول المساء وحتى عندما كان يسير التنظيم عن المدينة ومنع الاحتفال آنذاك لكنه لم يستطع منع الختان المجاني للأطفال ولم يكن له حجة ومبرر لذلك".
ويتابع الحاج ميسر حديثه عن الختان الجماعي، أن "احدى السنوات التي مرت شهدت ختان قرابة 300 طفل في يوم واحد وهذا التقليد مستمر منذ 30 عام تقريبا وسيستمر اما اليوم فقد اكملنا ختان العشرات من الأطفال ولازال العمل مستمراً حتى المساء".
مجالس المديح النبوي
تجولت وكالة شفق نيوز في طرقات حي المشاهدة والتقت بعدد من الموصليين الذي حدثوها عن "المناقب النبوية ومجالس الذكر والمديح".
ويقول عدد من سكان المنطقة، إن "المناقب النبوية تقام لمدة عشرة أيام قبل حلول مولد الرسول وحتى يوم ليلة ميلاده التي تصل فيها الاحتفالات الى ذروتها في الجوامع و المساجد أو داخل ازقة الاحياء السكنية".
ويضيف أحد سكان المشاهدة، ان "هذا اليوم لدى الموصليين اشبه بيوم العيد فهم يعلمون الأطفال على الابتهاج بهذا اليوم وارتداء الملابس الجديدة والزي العربي إشارة الى عروبة النبي محمد (صل الله عليه وسلم) ويعتبرون ان ميلاد الرسول نعمة كبيرة من نعم الله عليهم ويعدون هذا اليوم هو يوم ولادة شفيعهم يوم القيامة".
يوم مجاني
يقول علاء وهو من سكنة حي الزنجيلي في الجانب الأيمن صاحب محل لبيع الاحتياجات المنزلية ؛ أن "غالبية أصحاب المحلات يفتحون ابوابهم في هذا اليوم من اجل توزيع الثواب والحلوى والعصائر على المارة وينشغلون بالتحضير والاستعداد لهذا الامر ولا يهتمون للبيع والشراء".
ويصف مراسل وكالة شفق نيوز تعابير الوجوه التي التقاها، "كأنه يوم عيد"، ويبين مراسلنا أن "المسلمين يفشون الابتسامة ويتبادلون عبارات التهاني والكلمات الطيبة في هذا اليوم ويعده البعض العيد الثالث في العام بعد عيدي الفطر والاضحى".