القضاء يدن معالجاً روحانياً أجهز على مريضة نفسية بـ"الدرباشة" في بغداد
شفق نيوز/ دانت محكمة جنايات الكرخ "معالجا روحانيا"، أجهز على ضحيته بواسطة "درباشة"، وقرّرت الحكم عليه بالحبس عن جريمة الضرب المفضي إلى موت.
وذكرت صحيفة القضاء الصادرة عن المركز الإعلامي للسلطة القضائية أن "محكمة جنايات الكرخ اصدرت حكماً بالحبس على معالج روحاني اجهز على ضحيته بالة حادة (درباشة) عن جريمة الضرب المفضى إلى موت".
وتابعت الصحيفة أن "الضحية كانت تعاني من امراض نفسية نتيجة وقوع انفجار قرب منزلها واثر ذلك على سلوكياتها".
وأشارت إلى أن "زوج الضحية اصطحبها إلى معالج روحاني في احدى التكيات بأطراف بغداد"، لافتة إلى أن "عدداً من الجلسات حضرتها المريضة قبل تتعرض إلى الدرباشة".
وأوردت الصحيفة "الجاني استخدم الة حادة مدببة تسمى (درباشة) وضرب المريضة على رقبتها وفمها وذهبت إلى دارها لكنها عانت فيما بعد من نزيف حاد أدى إلى وفاتها، ما دفع زوجها إلى طلب الشكوى ضد المتسبب".
واستطردت أن "تقرير الطب الشرعي أكد أن سبب الوفاة هو تمزق في الأوعية الدموية اثر إصابتها بواسطة هذا الآلة"، لافتة إلى أن "صاحب التكية ذكر في اعترافاته أن المريضة كانت تعاني من مرض يدعى (المس بالجن)، وأنها تراجعه منذ أربعة أشهر وقد تحسنت حالتها".
ونقلت الصحيفة عن الجاني قوله إن "الجلسة الأخيرة كانت لاستكمال العلاج، وأن الضربة التي وجهها إلى الضحية حصلت بموافقتها وبكامل إرادتها، وأنها على علم بوجود نية لضربها بواسطة آلة حادة "حربة".
وأكدت أن "المعالج نفى علمه بأسباب وفاتها متذرعاً بأن نيته كانت تنصرف إلى علاجها وأنه متأكد سلامة أفعاله، وأنه يمارس هذه المهنة منذ مدة طويلة وتوارثها من أجداده".
بدوره، شدد قاضي التحقيق فاضل شاكر رسن في حديث إلى "القضاء"، على أن "اللجوء إلى الروحانيات والعرفانيات مسألة رائجة في المجتمعات الشرقية ومن بينها العراق أيضاً".
وأضاف رسن أن "احصاءات الامم المتحدة والجهات المتخصصة تفيد بأن العلاج بهكذا اساليب ترتفع معدلاته كلما اتجهنا في دول آسيا إلى الشرق".
وزاد رسن أن "هدف المدان المعالجة بطريق غير قانوني وغير طبيعي بما لا ينسجم مع الوسائل الطبيعية للمعالجات العلمية بالوسائل الطبية الحديثة".
بدورها ترى أستاذة علم النفس التربوي في جامعة بغداد شيماء عبد العزيز في تعليقها إلى صحيفة "القضاء"، أن "هذه الحالة موجودة في السابق وما زالت مستمرة في مجتمعاتنا بسبب بساطتها".
كما ترجعها إلى "ضعف المستوى الثقافي والاجتماعي والتربوي والاقتصادي وانغلاق المجتمع على بعض العادات والتقاليد المتوارثة المسماة بـ (الافكار الخرافية التسلطية) وهي افعال تتحول إلى معتقدات يجري الايمان المطلق بها برغم أنها منافية للافكار العلمية".
كما وجهت عبد العزيز اللوم إلى "اشخاص يستغلون المواطنين مادياً ويتاجرون باوجاعهم تحت مظلة الشعوذة مستغلين ارتفاع نسبة الأمية والجهل لدى بعض الاوساط المجتمعية وتوفر بيئة خصبة لنمو وانتعاش هكذا نوع من الجرائم".
ودعت عبد العزيز "وسائل الاعلام إلى تسليط الضوء على هكذا حالات لكي يطلع المجتمع جيداً على حقيقة ما يجري من حالات انتهاك للقانون بحجة الرقية الشرعية وكذلك الشعوذة".