التعاطي "الخفي" والمشاكل الاجتماعية من أسبابه.. "الانتحار الغامض" يهدد مجتمع ديالى
شفق نيوز/ الانتحار الغامض ودوافعه المجهولة والمبهمة، أثار علامات استفهام في أوساط مجتمع ديالى من مختلف الشرائح الاجتماعية والطبقية، على الرغم من إجماع السلطات المختصة على أن أسبابه "تقليدية" تقتصر على المشاكل النفسية والعائلية وسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي المحرضة على العنف والانحلال الأسري.
الانتحار بين صفوف النساء والرجال انتشر في القرى والارياف اكثر بكثير من معدلاته في مدن ديالى بحسب احصائيات العام الماضي التي سجلت 88 محاولة وحادثة انتحار فعلي, 54 منها انتهت بالموت و34 أخرى تم احباطها.
الناشط في مجال حقوق الانسان منير السعيدي، رجح وجود "أسباب مبهمة" للانتحار بعيدة عن المشاكل الاجتماعية او المعيشية، في إشارة منه الى المخدرات.
وقال في حديثه لوكالة شفق نيوز "التعاطي الخفي للمخدرات وربما تكتم الجهات المسؤولة عن أسباب الانتحار تحت تأثير المخدرات زاد من ظاهرة الانتحار دون أي معالجة او احتواء اجتماعي من مختلف الجهات المعنية".
ودعا الى "اطلاق خطة مجتمعية متكاملة بين المؤسسات الدينية وحقوق الانسان والصحة والدوائر الأمنية لاحتواء ملف الانتحار وتداعياته على مجتمع ديالى المتحفظ بتقاليده العشائرية البعيدة عن تأثير ثقافة التفكك والانحلال المجتمعي".
ديالى سجلت 9 حالة انتحار انتهت بالموت و5 أخرى تم احباطها خلال العام الحالي، بحسب مدير مكتب حقوق الانسان في المحافظة صلاح مهدي المجمعي.
المجمعي اوجز في حديثه لوكالة شفق نيوز، أسباب الانتحار بأنها "معروفة وواضحة وتعود لمشاكل عائلية ونفسية او تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي"، لكنه لم يستبعد التغطية على جرائم جنائية بحالات انتحار "وهناك تحقيق جارٍ بهذه الحالات من قبل الجهات المختصة على الرغم من عدم ثبوت أي جرائم سوقت على انها حوادث انتحار".
وحذر المجمعي من "تزايد التعاطي الخفي للمخدرات وتأثيراته السلبية في المجتمع والتي لا تقف عند حدود الانتحار بل تتعدى ذلك"، مستدركا "السلطات الأمنية والصحية تبذل جهودا كبيرا وتنفذ برامج فاعلة لاحتواء افة المخدرات ومنع انتشارها في الأوساط الشبابية".
وشدد على انشاء مراكز تأهيل نفسية لكل من حاول الانتحار وعموم الشباب ممن يعانون مشاكل وضغوطات نفسية ومجتمعية لتوعية المجتمع من ظاهرة الانتحار ومنع استخدام مواقع التواصل المحرضة على ثقافة العنف والتفكك الاسري.
