البصرة .. "عطوة" من عشيرة العميد الحلفي شرط تسليم القاتل قبل انتهائها

شفق نيوز / أفاد مصدر محلي بمحافظة البصرة، يوم الخميس، بأن عشيرة الحلاف منحت "عطوة" الى عشائر العبودة لتسليم قاتل العميد علي جميل الحلفي الى السلطات الأمنية.

وما تسمى "العطوة العشائرية" هي الهدنة الأمنية التي يعطيها المعتدى عليه أو ذويه إلى المعتدي أو ذويه وتكون عبارة عن مهلة زمنية ليتسنى لهم ترتيب أوضاعهم والابتعاد عن منطقة إرتكاب الجريمة.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة شفق نيوز إن "عشائر الحلاف في محافظة البصرة منحت هدنة أو ما يعرف بمفهوم (العطوة العشائرية) إلى عشائر العبودة، لمدة 15 يوماً في قضية استشهاد العميد علي جميل الحلفي (على خلفية نزاع عشائري جرى مؤخرا في قضاء الشطرة في ذي قار)".

وأضاف المصدر أن "هذه الهدنة أو (العطوة) كانت مشروطة بتحديد قاتل العميد وتسميته وتسليمه الى السلطات في غضون المدة المذكورة"، مبيناً أن "عقد الهدنة ( شد الراية)، كما يطلق عليها عشائرياً تمت بحضور المحافظ اسعد العيداني".

وكان الشيخ العام لعشائر الحلاف بمحافظة البصرة، راضي الحلفي كشف ، أول أمس الثلاثاء 26 نيسان 2022، عن استقباله وفداً عشائرياً من محافظة ذي قار لحل أزمة مقتل العميد علي الحلفي بنزاع عشائري، فيما أعلن رفضه لردود المسؤولين المحليين في ذي قار على تصريحات محافظ البصرة أسعد العيداني بشأن الأزمة المذكورة.

وشهد قضاء الشطرة شمالي محافظة ذي قار الاسبوع الماضي، نزاعاً عشائرياً طاحناً استدعى تدخل قوات عسكرية لفضه، وعلى إثر ذلك توجه قادة من قيادة عمليات سومر من بينهم العميد علي الحلفي والذي أصيب برصاصة في وجهه أدت إلى وفاته.

وعلى إثرها توجهت قوة عسكرية كبيرة من العاصمة بغداد إلى الشطرة وباشرت بحملة دهم وتفتيش أسفرت على اعتقال 22 شخصاً متورطين بالنزاع.

وقال محافظ البصرة اسعد العيداني، خلال حضوره مجلس عزاء العميد علي الحلفي، إن "الرصاصة التي قتلت العميد علي الحلفي هي استهداف وليست طائشة ولا تختلف عن رصاص داعش"، مضيفاً "سنوصل رسالة شديدة الى رئيس الوزراء ومن خلاله سنتخذ إجراءات جازمة بحق الجناة وبالتعاون مع القضاء"، مبيناً أن "العرف العشائري والمعترف به في العراق سيسري تجاه من قام باغتياله".

وعلى خلفية ذلك، طالب قائممقام قضاء الشطرة في ذي قار جنوبي العراق، أول امس الثلاثاء 26 نيسان 2022، المحافظ بالتدخل ومتابعة تصريحات نظيره محافظ البصرة أسعد العيداني بشأن الاحداث العشائرية، عاداً تصريحات الاخير "مثيرة للفتن والنعرات".

ويلجأ معظم الاشخاص في العراق وخاصة بمحافظات الوسط والجنوب الى العشيرة لحل النزاعات التي تحدث بينهم من خلال تسويتها او تعويض المعتدى عليه بمبالغ مالية لما لحقه من اضرار مادية او معنوية.

وقد لا تفضي التسوية العشائرية الى التوصل لحل خاصة في حوادث القتل مما يدفع المتخاصمين للجوء الى حمل السلاح والاشتباك فيما بينهم، وقد تستمر العداوة والمطالبة بأخذ الثأر لسنوات ترافقها تجدد الاشتباكات بين الحين والآخر.