اكثر من 50 قرية زراعية في ديالى تتطلع لعودة "سلة العراق" المعطلة منذ 7 سنوات
شفق نيوز/ تتطلع اكثر من 50 قرية زراعية شمالي قضاء المقدادية (45 كم شمال شرق بعقوبة) لعودة "الزراعة" المعطلة منذ 2014 بسبب اجتياح عناصر داعش للأراضي الزراعية وما لحق بها من اضرار جسيمة تسببت بخسائر مليارات الدنانير سنويا.
ويؤكد احد المزارعين يدعى ابو سيف الجبوري 55 عاما من سكان قرية "ابو دهن" شمالي المقدادية لوكالة شفق نيوز؛ ان عشرات الالاف من الدوانم من البساتين اصابها الضرر او الهلاك جراء نزوح السكان هربا من بطش داعش منذ عام 2014 وحتى أعوام 2019 و2020.
ويضيف أن "بساتيننا تعد إرثا اقتصاديا كبيراً ومصدر عيش وحيد يتطلب دعما حكوميا للمزارعين عبر منح او قروض ميسرة لامد طويل لإعادة إحياء اكبر واهم حوض للبستنة في ديالى والذي يعبر عن هوية ديالى التي يطلق عليها "سلة العراق الغذائية" باعتبارها أكبر مصدر للفواكه والخضر الى المحافظات الاخرى.
ويؤيد قائممقام المقدادية وكالة حاتم عبد جواد التميمي مطالب دعم المزارعين بالقروض الميسرة بالقول" ان عودة شريان الحياة الى حوض شمالي المقدادية يتطلب دعم حكومي عبر قروض ميسرة لاعادة تأهيل البساتين المتضررة جراء هجمات داعش وتواجده في القرى الزراعية طيلة الأعوام السبع الماضية.
ويؤكد التميمي؛ عودة 90% من نازحي القرى الزراعية شمالي المقدادية والتي يتجاوز عددها 50 قرية باستثناء اثنين من القرى التي لازالت غير مهيأة امنيا وخدميا لعودة المزارعين لافتا إلى أن نسبة الأضرار التي لحقت ببساتين شمالي المقدادية جراء الأعمال الارهابية يتراوح من 60 الى 75%.
بدورها؛ طالبت النائبة عن ديالى ناهدة الدايني؛ الحكومة الاتحادية والوزارات المعنية، بضرورة إنشاء صندوق مالي لدعم مزارعين شمالي المقدادية من خلال قروض ميسرة تتيح اعادة زراعة البساتين المتضررة من جـديـد.
وتشير الدايني في حديثها لوكالة شفق نيوز؛ الى الاضرار المعيشية والاقتصادية الجسيمة التي تكبدها المزارعون في شمال المقدادية جراء هجرة بساتينهم لنحو سـبعـة اعـوام، والتي تعتبر مصدر رزقهم الوحيـد بسبب الاضطرابات الامنية وسيطرة تنظيم داعش الارهابي على تـلك القرى في عـام 2014.
وأشادت الدايني بالجهود الامنية والحكومية في ديالى والتي نجحت باعادة غالبية المزارعين الى قراهم ومعاودة النشاط الزراعي والبدء بأحياء البساتين المنكوبة داعية في الوقت ذاته الى تكثيف الجهود الامنية والخطط الفعالة لتأمين القرى الزراعية وحمايتها من أي تهديدات او مخاطر ارهابية جديدة وتفادي تكرار سيناريو النزوح والعوز الاجتماعي والمعيشي.
وتعد مناطق "شمالي المقدادية " شمال شرقي ديالى ان اكبر معاقل التنظيمات المسلحة طيلة الأعوام الماضية بسبب طبيعته الجغرافية والبساتين الكثيفة التي تحول قسما كبيرا منها الى ملاذات واوكار أمنية لعناصر تنظيم داعش.
ونزحت عشرات القرى الزراعية من تلك المناطق الى داخل وخارج ديالى بعد سيطرة داعش على حوض شمالي المقدادية عام 2014.