احتيال إلكتروني ينهب أموال العراقيين.. ضحايا "الذهب المغشوش" يروون لـشفق نيوز شهاداتهم بيضة
شفق نيوز/ يشكو ضحايا "الذهب المغشوش" الذي ازداد انتشاره في العراق من ضياع أموالهم جراء عمليات الاحتيال التي يتعرضون لها.
ودفع انخفاض الدينار العراقي مقابل الدولار وزيادة الغلاء وتضخم الأسعار، العراقيين الى شراء المعدن الأصفر من أجل الحفاظ على مدخراتهم.
وأصبح تفشي الذهب المغشوش ظاهرة ترهق المواطن والصائغ، باحتواء الذهب على نسبة عالية من النحاس يصعب كشفها، إضافة إلى التلاعب بالعيار ولاسيما عيار (21).
وكشفت شهادات حصلت عليها وكالة شفق نيوز، عن تنامي عمليات الاحتيال والتلاعب في الذهب، حتى إن بعض أصحاب محلات الصياغة لم يسلموا من تلك الممارسات.
احتيال إلكتروني
وتقول إحدى ضحايا الذهب المغشوش، "قبل فترة، رأيتُ إعلاناً في إحدى الصفحات الخاصة ببيع الذهب على مواقع التواصل الاجتماعي، يتضمن الإعلان قرط ذهب عيار 21 بسعر 65 ألف دينار".
وتضيف السيدة لوكالة شفق نيوز، "لكن بعد الاستلام راودني الشك من صحته، لذلك قررت اللجوء إلى صائغ ليتبين أنه ذهب برازيلي، وحاولتُ التواصل مع الصفحة مرة ثانية، لكنها كانت محذوفة!".
وتوضح، "أحياناً يتم خداع المشتري بسبب الأسعار التنافسية والرخيصة، وتقديم عروض مغرية وتوفير خدمة التوصيل، ما يوقع العديد من المواطنين ضحايا لمثل هكذا صفحات". لكن صاحب محل صياغة في بغداد ينوّه إلى أن "في حال رغب الزبون عند توصيل الذهب له بالتأكد من صحته، فإن الزبون وموظف التوصيل يتواعدان مع أي صائغ يحدده الزبون ليتم فحص الذهب عنده".
ويشير الصائغ خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "أكثر الذين يشترون الذهب باستمرار لهم محل خاص (معميل) يعتمدون عليه ويثقون به، كما أن صاحب محل الصياغة لا يعطي ذهباً مغشوشاً حفاظاً على سمعته، لكن الخوف من الصفحات الوهمية وخاصة التي ليس له عنوان، أي محل صياغة".
لا يوجد سعر أرخص في الذهب ويؤكد الصائغ، أنه "في الذهب، ليس هناك سعر أرخص، لأن الأسعار عالمية وثابتة، وعلى سبيل المثال سعر مثقال الذهب اليوم 480 ألف، ففي حال وجود صائغ يبيع على 460 ألف، فهنا ينبغي التوقف، لأن هناك خطأ ما".
ويبين، "كما يحصل أحياناً بيع ذهب بأسعار أرخص من المتداول، وعند الفحص يتبين أن الذهب دون المعيار الذي اشتراه الشخص، إذ يتم تقليل عيار 21 إلى 20، وهذا من الصعب على الزبون التفريق بينهما وكشف الغش".
وينوّه الصائغ، "لكن أحياناً يتم شراء الذهب من محل معروف، ومن ثم يكتشف الزبون أن الذهب برازيلي، وفي هذه الحالة ربما يكون الصائغ من دون قصد باع ذهباً مغشوشاً، وباللهجة العامية يقال (عبرت عليه)، وهذا يحصل عند طلاء القطعة بالذهب بدرجة عالية جداً".
الشراء من خارج محالات الصاغة شهادة ثانية يرويها أحد ضحايا الذهب المغشوش بالقول "اشتريتُ ذهباً لزوجتي من زميل في العمل زعم أنه بحاجة للمال سريعاً ولديه قرط وقلادة وخاتم جميعها زعم أنها عيار 21".
ويضيف لوكالة شفق نيوز، "وبعد مرور سنوات قررت زوجتي تغيير الذهب لنكتشف أن بعض الذهب كان عيار 18 والبعض الآخر مطلي بالذهب، أما زميلي في العمل فقد ترك مكان العمل بعد البيع بأيام قليلة!".
وفي ظل قلق أصحاب المدخرات من إمكانية وقوعهم ضحايا الذهب المغشوش فتضيع كل أموالهم، "يواصل الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية التابع لوزارة التخطيط العراقية فعالياته وإجراءاته الخاصة بمتابعة ملف المصوغات الذهبية سواء كان المستورد منها أو المتداول في التعاملات السوقية والتجارية داخل العراق"، وفق المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي.
فرق ميدانية لمتابعة الصاغة
ويوضح الهنداوي لوكالة شفق نيوز، أن "هذه الإجراءات تنفذ من خلال عدة فعاليات، في مقدمتها يقوم الجهاز المركزي من خلال فرقه الميدانية بمتابعة مستمرة لمحلات الصاغة لكشف الذهب المتداول في تلك المحال والتأكد من سلامته وعدم تعرضه للغش أو التزوير، من خلال التأكد أن هذا الذهب موسوم بختم الجهاز الخاص بالمصوغات الذهبية".
ويتابع، "كما تقوم الفرق بالتأكد من حصول الصائغ على إجازة ممارسة مهنة الصياغة التي تصدر من الجهاز المركزي، وفي حال العثور على مخالفات سواء وجود مصوغات غير مختومة أو مغشوشة، فإنه يتم اتخاذ إجراءات قانونية تصل إلى غلق المحل ومصادرة المصوغات الذهبية إذا كانت مغشوشة وغير خاضعة للمواصفات وسحب إجازة العمل، وأن قوة هذه الإجراءات تكون بما يتلاءم مع حجم ومستوى المخالفة للصائغ في المحل الذي تضبط فيه هذه المخالفة".
ويضيف، "لكن أحياناً يتم الاقتصار على توجيه إنذارات ولفت نظر وتنبيهات لبعض الصاغة، لأن بعض المخالفات قد تكون غير مقصودة، لكنها تحتاج إلى معالجة". وعن الذهب المستورد، يقول الهنداوي، إن "الذهب المستورد يتم جلبه إلى مقر الجهاز المركزي من قبل المستوردين لفحصه والتأكد من سلامته ومن ثم وسمه ومنح الترخيص بتداوله في الأسواق، وهناك توجه جديد يتمثل بفتح مراكز لفحص الذهب في 4 مطارات (بغداد والبصرة وكركوك والنجف)، كما سيتم تزويدها بأجهزة متطورة مع كوادر مؤهلة لفحص الذهب وإصدار شهادة السلامة والمطابقة له".
ويشير الهنداوي في نهاية حديثه إلى أن "هذه الخطوة جاءت لتسهيل عمل الصاغة وتبسيط الإجراءات بدل حمل الذهب والذهاب به إلى مقر الجهاز المركزي، حيث سيتم فحصه مباشرة في المطارات الأربعة المذكورة، ومن ثم يذهب للتداول مباشرة".