إيران تعلن ايقافاً مشروطاً لعملياتها العسكرية في إقليم كوردستان
شفق نيوز/ أعلنت قوات الحرس الثوري الإيرانى "باسداران"، يوم الأحد، إيقاف عملياتها العسكرية التي تستهدف الأحزاب الكوردية المعارضة داخل اقليم كوردستان، مؤكدة انها ستستمر بما وصفتها بالهدنة في حال منع نشاط "الأحزاب الانفصالية" المعادية لطهران.
وذكرت وسائل اعلام مقربة من الحرس الثوري الايراني في بيان، تابعته وكالة شفق نيوز انه "تم ايقاف هجمات قوات الحرس الثوري الإيراني على الاحزاب الكوردية المعارضة في اقليم كوردستان، صباح اليوم الاحد، وعدم استئنافها يعتمد على كيفية تعامل مسؤولي اقليم كوردستان".
ونقلت وسائل الإعلام عن مصدر لم تكشف عن اسمه، قوله ان "الهدنة ستستمر في حال واجه مسؤولو اقليم كوردستان نشاطات (الأحزاب الانفصالية) المعارضة لإيران، وإلا فإن قوات الحرس الثوري ستطلق عملياتها ضد هذه الجماعات من جديد".
من جانبه قال ناظم الدباغ، ممثل حكومة إقليم كوردستان في طهران، لوكالة أنباء إيرنا الرسمية، تابعته وكالة شفق نيوز، إن القنصلية الإيرانية ورئاسة حكومة إقليم كردستان ناقشتا ضرورة إخلاء مقرات قوات المعارضة الكوردية في الإقليم.
وقال "ننتظر حاليا تنفيذ القرار، وما زلنا نناقش ما إذا كان سيتم إخلاء المقرات الموجودة على الحدود فقط أو ضم المقرات الموجودة منذ عهد صدام حسين".
واضاف "لن نسمح لقوى المعارضة الكردية بأن تصبح مصدر قلق لإيران وإقليم كوردستان، وإذا نفذوا أنشطة مسلحة فسنتخذ إجراءات جادة ضدهم".
واشار الدباغ الى ان اللجنة الامنية المشتركة اجتمعت في اربيل وطهران لمدة 20 يوما وقررت تشديد الامن على الحدود.
وبين أنه لا يمكن أن تكون هناك قوات مسلحة أخرى في إقليم كوردستان تتصرف بشكل تعسفي، والحكومة ستسخدم بالتأكيد قرارًا جادًا بشأنها هذه المرة".
بينما تعصف التظاهرات بإيران، قصفت طهران إقليم كوردستان العراق مستهدفة المعارضة الكوردية الإيرانية المنفية منذ عقود، والتي تكافح ضد تهميش الأقلية الكوردية في بلدها والتمييز الذي تواجهه.
وتصنّف إيران التنظيمات المسلحة الكوردية التي تتواجد في العراق منذ ثمانينيات القرن العشرين، بأنها "إرهابية" وتتهمها بشن هجمات على أراضيها.
ووصل الأمر إلى حد أن مسؤولا عسكريا إيرانيا اتهم تلك التنظيمات المعارضة بالتواطؤ في "أعمال شغب" خلال الحركة الاحتجاجية الضخمة التي تشهدها إيران منذ منتصف سبتمبر الماضي، بعد وفاة الشابة الكوردية، مهسا أميني، خلال توقيفها من قبل شرطة الأخلاق.
وفي 28 سبتمبر، تعرض إقليم كوردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق، لوابل من الصواريخ الإيرانية التي استهدفت مواقع للتنظيمات الكوردية الإيرانية، أسفرت عن 14 قتيلا و58 جريحا، بينهم مدنيون وأطفال.
وتحتفظ هذه التنظيمات ومعظمها ذات توجه يساري وحظيت بمباركة صدام حسين خلال الحرب العراقية الإيرانية، حتى الآن بمقاتلين هم أشبه بـ"احتياط" يجري تدريبهم على حمل السلاح، لكنها أوقفت بشكل شبه تام أي نشاط عسكري منذ التسعينيات بعدما كانت، لعقود، تشن تمردا عسكريا، وفق خبراء.
ومنذ التسعينيات، يحمي "تفاهم" بين هذه التنظيمات وحكومة إقليم كوردستان، وجودها "مقابل عدم انخراطها في عمل عسكري لتفادي زعزعة علاقة (الإقليم) مع إيران".
واردف ممثل الحكومة قائلا " أن حكومة إقليم كوردستان قلقة من أن تتسبب هذه القوات مع تحركاتها المسلحة في قصف أراضي الإقليم من حين لآخر وتعرض أرواح الناس وممتلكاتهم للخطر والمعاناة.