نسوة السليمانية يطلقن حملة ما قبل الانهيار: القطاع الصحي في أزمة غير مسبوقة
شفق نيوز/ أقامت مجموعة من النشاطات النسوية في محافظة السليمانية حملة خاصة استمرت لمدة 48 ساعة لدعم مستشفى هيوا الخاص بالأمراض السرطانية، الذي يعاني من ظروف تصفها إدارته بالقاهرة، وسط تحذير من انهيار للقطاع الصحي.
وقالت الناشطة بهار منذر خلال مؤتمر صحفي حضرته وكالة شفق نيوز، إن الهدف من هذه الحملة جاءت لتقديم الدعم المعنوي والمادي للمستشفى نتيجة لما تعانيه من احتياجات ومعاناة جمة أهمها عدم توفير الأدوية والمستلزمات الطبية.
وأضافت أن الحملة مستمرة لغاية مساء اليوم، وهي تحمل رسائل عديدة موجهة إلى حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية كجهات مسؤولة حول كل ما يدور في الإقليم، حيث النهوض بالواقع الصحي ينعكس على العراق ككل.
وحذرت الجهات المعنية في المديرية العامة للصحة في السليمانية في وقت سابق من أزمة مرتقبة متعلقة بالأدوية والمستلزمات الصحية في أغلب مستشفيات المحافظة، في حين أكدت نقابة الكوادر الصحية في السليمانية وجود نقص حاد في الوقود الخاص بسيارات الإسعاف والمولدات الكهربائية التي تعتمد عليها المراكز الصحية والمستشفيات في تشغيل جميع الأجهزة الصحية بما فيها البرادات الخاصة باللقاح المضاد لفيروس كورونا.
هذه التحذيرات في ظل عدم وجود الحلول الناجعة انعكست سلبا على الواقع الصحي في المحافظة بنسبة كافية تجعل من المراقبين أن يتنبأوا بانهيار للقطاع الصحي في حال عدم إيجاد الحلول الاستراتيجية.
الدكتور ياد النقشبندي مدير مستشفى هيوا للأمراض السرطانية خلال حوار مع وكالة شفق نيوز أكد أن القطاع الصحي يعاني منذ أشهر من مشكلة قلة وانعدام الادوية والأدوات الصحية في أغلب مستشفيات المحافظة بما فيها مركز هيوا للأمراض السرطانية الا أن جهود الكوادر الصحية لم تتوقف وتستلم للازمة بل حاولة وبطرق شتى بتمرير تلك الازمة باقل الأضرا ، لكن عدم وجود الحلول منذ تلك الفترة انعكس سلبا على الواقع الخدمي في مستشفيات المحافظة وبما فيها مركز هيوا للأمراض السرطانية.
واضاف نقشبندي أن الخدمات الصحية تعتبر من أهم الخدمات العاجلة والمهم التي ينتظرها المواطن والمجتمع لارتباطها بحياتهم، وكذلك يعتبر مركز هيوا مهما للكثير من المرضى والمصابين بالأمراض السرطانية، فإن تأثيرات سلبية تقع عليه فاكيد سيكون لها انعكاساتها على المصابين بالرغم من أن كوادر المركز لم تدخر جهدا في تقديم أفضل الخدمات للمراجعين طوال الفترات الماضية وفي ظل تلك الازمة الخانقة.
انعدام التخصصات المالية منذ أشهر
اما عن التخصصات المالية اللازمة لادامة الأعمال اليومية لمركز هيوا للامراض السرطانية فيقول دكتور ياد، انه منذ شهر تشرين الثاني المنصرم من العام الماضي ولغاية الان لم يتم صرف اي مبلغ للمركز حيث وصلت المبالغ التي يحتاج له المركز إلى قرابة "مليار واربعمائة مليون دينار"، وعن الحلول المطروحة من قبل الجهات المعنية لتلك المشكلة بين النقشبندي أن جميع الحلول المطروح لا تتلاءم وحجم المشكلة حيث تم طرح مبالغ لا تتجاوز مليونين أو ثلاثة ملايين دينار والتي لاتكفي لسد حاجة الادوية لمريض واحد وليوم واحد، مؤكد عدم استلام دينار واحد منذ أربعة أشهر.
سابقا كانت تقدم نوعيات خاصة من الأدوية لبعض المصابين في المركز وحسب حاجتهم لها وكانت ذو أسعار عالية الا ان النقشبندي يؤكد أن المركز غير قادر الآن على توفير تلك الأدوية للمصابين بالامراض السرطانية بسبب عدم توفر السيولة المالية التي تتناسب مع أسعار تلك العلاجات.
ويضيف، "مع الأسف الشديد هناك الكثير من الأطفال المصابين بالسرطان هم بحاجة إلى تلك الادوية لكن هذا العام لا نستطيع تقديم تلك الادوية لهم".
صندوق تبرعات الأمراض السرطانية
وعن صندوق تبرعات الأمراض السرطانية يقول الدكتور ياد "اصبنا بخيبة امل عن واردات هذا الصندوق والتي تراجعت هذا العام في وقت كنا نتوقع ووفقا للمعطيات أن تزداد هذا العام بسبب زيادة الضرائب الحكومية التي فرضت على السجائر والمشروبات الكحولية".
ويبين النقشبندي أن "واردات هذا الصندوق تجبى بنسب من الضرائب والرسوم على استيراد وتصدير بعض المواد الاستهلاكية إضافة الى ما تم تخصيصه من الضرائب المرورية لهذا الصندوق الذي كنا قد سنعول عليه في ظل هذه الازمة القاهرة".
نفاد الأدوية الأساسية
توقع الدكتور ياد النقشبندي خلال حواره مع وكالة شفق نيوز أن تنفد الادوية الاساسية في المركز في حال بقية الازمة دون حلول ناجعة، مؤكدا أن الحل بحاجة إلى عمل حكومي وخيري كبيرا لتجاوز الازمة والمرور بها إلى بر الأمان، مستدرك القول "أننا قد لا نستطيع توفير "المغذيات الصحية" في حال استمرت الازمة على حالها دون حلول".
شركات الادوية مستاءة
وبين الدكتور ياد مدير مركز هيوا للأمراض السرطانية أن المركز طلب عروض تجهيز ادوية ومستلزمات طبية من بعض الصيدليات والمذاخر والشركات الدوائية الا ان تلك الجهات رفضت تقديم عروضها للمركز بسبب عدم استطاعة المركز توفير السيولة المالية لتلك الجهات، بالرغم من أن تلك الجهات لم تدخر جهدا في توفير الادوية للمركز في الفترات الماضية لكن ثقل الديون بذمة الحكومة جعل تلك الجهات تستاء من التعامل بالأجل مع المركز بسبب الازمة المالية.
أوضح الدكتور ياد النقشبندي أن ميزانية المركز كانت في الأعوام السابقة قرابة (80) مليون دولار سنويا في حين كان أعداد المصابين لا يزيد عن (3000) الف مصاب سنويا، اما الان وتحديدا هذا العام تزايدت حالات الإصابة بالامراض السرطانية حيث يصل يوميا عدد المراجعين إلى أكثر من (600) مراجع وهذا يعني أن خلال العام سيكون العدد أكثر من (3000) الف، مصاب فاكيد أن تلك التخصصات طرف لن تتناسب وعدد المصابين و المراجعين لمركزنا.
وفي نهاية الحوار طالب الدكتور ياد النقشبندي الجهات الحكومية المعنية وكذلك الميسورين الذين لم يدخروا جهدا في تقديم الدعم المتواصل للمركز بايجاد حلول جذرية لمشكلة تمويل المركز لما له من أهمية بالغة كون المركز يتعامل مع حالات حرجة وعدم توفر الدواء ليوم واحد لأي مصاب قد يعرض حياته للخطر، مشيدا في الوقت نفسه بجهود العاملين في المركز والجهات الخيرية والدعم للمركز خلال الفترة الماضية.