شفق نيوز/ كشف قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، عن اتفاق بين قطبي الحركة الكوردية برعاية أمريكية ينص على سحب تدريجي لكوادر حزب العمال الكوردستاني من سوريا.
ونشرت مجموعة الأزمات الدولية (Crisis Group) تقريراً واسعاً ترجمته وكالة شفق نيوز، تحت عنوان: "قوات سوريا الديمقراطية تبحث عن طريق نحو استقرار دائم في شمال شرقي سوريا".
وكشف التقرير العديد من المسائل المتعلّقة بمنطقة الإدارة الذاتية الكوردية في شمال وشرق سوريا، منذ بدء الصدام بين "قسد" والجيش التركي والفصائل السورية المعارضة الموالية له.
وتحدث عبدي في المقابلة عن شخصيات غير سورية مدربة من قبل حزب "العمال الكوردستاني" في شمال شرقي سوريا.
وقال إن تواجدها يأتي في سياق الضرورات الميدانية التي فرضها القتال ضد تنظيم "داعش" بحسب ما نقل عنه التقرير.
وأكد أن "الآلاف من مقاتلي الحزب الكوردستاني المدربين أتوا جنبا إلى جنب مع المتطوعين إلى سوريا للانضمام إلى القتال، بعضهم قُتل في المعارك، وغادر البعض، وبقي آخرون وسعى العديد منهم إلى حياة مدنية".
كما تحدث قائد "قسد" عن وجود اتفاق لانسحابهم بشكل تدريجي من سوريا، وأشار إلى وجود 200 ألف مقاتل سوري مسجل في مؤسسات "الإدارة الذاتية" المدنية والعسكرية، ورأى أنه "لا توجد حاجة حقيقية للدعم الكوردي الإقليمي".
وأشارت أنقرة مراراً وبغضب إلى الدور القيادي لهذه الكوادر ونفوذها لنظرائهم الأميركيين وفي اجتماعاتهم مع (مجموعة الأزمات الدولية ). وتعليقاً على هذا الموضوع في المقابلة، قال عبدي: "من خلال الوساطة الأميركية وكجزء من محادثاتنا مع المجموعات الكوردية الأخرى، بما في ذلك المجلس الوطني الكوردي، اتفقنا على الانسحاب التدريجي إخراج كل هؤلاء الكوادر غير السورية من مواقعهم الحالية، وفي النهاية من سوريا".
ويشرف قائد قسد مظلوم عبدي على مفاوضات ترعاها الخارجية الأمريكية بين المجلس الوطني الكوردي المعارض وأحزاب الحركة الوطنية الكوردية بدأت منذ نيسان الماضي بهدف توحيد صفوف الكورد السوريين.
عبدي أعرب عن رغبته بخفض التصعيد مع تركيا بوساطة أميركية
وتقول (مجموعة الأزمات الدولية): من الواضح أن “قوات سوريا الديمقراطية” تسعى إلى وساطة أميركية للتوصل إلى انفراج مع أنقرة. فيجيب عبدي: "نحن نتفهم أن العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، بخلاف الخطاب، هي علاقات استراتيجية. ندرك أننا بحاجة إلى خفض التصعيد مع أنقرة إذا أردنا استمرار الحماية الجوية الأميركية. لم يتغير موقفنا: نحن منفتحون على أي تفاهم مع تركيا على الأمن وما بعده، رغم العدوان التركي علينا. ونريد أن تكون الولايات المتحدة الوسيط والضامن لذلك".
وتعلّق (مجموعة الأزمات الدولية): مع ذلك، لا يزال من الصعب تخيل أن أنقرة سترى مصلحة في إبرام اتفاقات تكتيكية مع “قوات سوريا الديمقراطية” تهدف إلى منع التصعيد مع عدوها القديم في ظل غياب نهاية واضحة للعبة من شأنها أن تمنع الشمال الشرقي من أن يصبح دويلة يقودها “حزب العمال الكوردستاني” أو متحالف معها.
وشدد عبدي، بحسب تقرير (مجموعة الأزمات الدولية) على أن احتمال استمرار الوجود العسكري الأميركي ضروري لتأمين الصفقة، وأعرب عن تشاؤمه تجاه المزيد من المحادثات الثنائية مع دمشق، وقال: "عندما هاجمت تركيا تل أبيض، ذهبت إلى دمشق لمحاولة التوصل إلى اتفاق مع القيادة هناك، لكنهم لم يكونوا مستعدين للتنازل أو تقديم أي ضمانات. لم يكن الأمر كذلك حتى أصبح واضحًا لهم أن الولايات المتحدة تتراجع جزئيًا عن قرارها بالانسحاب وستحتفظ بالقوة المتبقية التي وافقت دمشق على ترتيب عسكري مؤقت للدفاع عنها ضد تقدم تركيا".
وتابع: "لقد كنا نحاول منذ سنوات دون جدوى إيجاد حل وسط مع دمشق. اليوم، لا نعتقد أن اتفاقًا ثنائيًا ممكنًا، ونعتقد أن وضع الشمال الشرقي يجب أن يتم تسويته كجزء من صفقة مضمونة دوليًا تشمل سوريا بكاملها".