عشرات المنظمات تدين قيام تركيا بخفض منسوب مياه الفرات وتطالب الأمم المتحدة بالتدخل
شفق نيوز/ أدانت 125 منظمة مدنية عاملة في مناطق الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا؛ قيام تركيا بخفض منسوب مياه نهر الفرات مطالبة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالضغط لإلزام تركيا بقواعد تقاسم المياه مع سوريا والعراق.
وبحسب الاتفاقية الموقعة بين دمشق وأنقرة عام 1987 تبلغ حصة سوريا من المياه القادمة عبر نهر الفرات من تركيا 500 متر مكعب من المياه في الثانية أي ما يعادل 2500 برميل.
وتستمر تركيا بخفض حصة سوريا من مياه نهر الفرات منذ صيف العام 2020 حتى وصلت الكمية حاليا إلى 200 متر مكعب في الثانية ما تسبب مؤخراً بتلف محاصيل زراعية وانقطاع الكهرباء عن مناطق في الحسكة ودير الزور.
وقالت المنظمات في بيان تلقت وكالة شفق نيوز نسخة منه أنه “عبر السنوات الأخيرة استغلت تركيا الأوضاع الكارثية التي تعيشها سوريا وبدأت بتحويل مياه نهر الفرات إلى سدود أقامتها حديثاً داخل حدودها".
وأوضح البيان أنه "نتج عن هذه السياسة شح المياه في نهر الفرات التي تصل إلى سوريا والعراق".
وأوضح أن "منسوب المياه انخفض بشكل حادّ من حوالي 600 م3/ ثا إلى ما دون المستوى الكافي للري و استجرار مياه الشرب 200 م3/ ثا".
ويعيش في منطقة الجزيرة السورية أكثر من أربعة ملايين إنسان يعتمدون بشكل كامل على مياه الفرات في الزراعة والصناعة وتوليد الكهرباء من سدود الفرات وتشرين والبعث وفي الحصول على مياه الشرب.
وقد بدأ السكان يعانون نقص المياه في مواسم الربيع والصيف والخريف بسبب الاستجرار الجائر لمياه الفرات من قبل السلطات التركية التي ينبع منها نهر الفرات.
وفي ظل الجفاف الذي تسببت به نقص معدل الأمطار لهذا العام فإن تجاوز تركيا على مخصصات سوريا والعراق من مياه الفرات سينعكس بشكل كارثي على معيشة سكان هذه المناطق.
وطالب البيان من تركيا "النظر في سياساتها تجاه دول الجوار والالتزام بمعاهدات تقاسم المياه مع سوريا والعراق من أجل التوزيع العادل للثروة المائية".
وأشار إلى ان "سكان هذه المناطق يعانون أصلاً من كوارث كبيرة بسبب الأوضاع الصعبة وتفشي وباء كورونا وعجز المؤسسات الصحية في مناطقهم، لتزيد مشكلة نقص المياه من معاناتهم المتفاقمة منذ سنوات".
ودانت منظمات المجتمع المدني "التصرفات التي تقوم بها الحكومة التركية، ونطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الضغط الفاعل على الحكومة التركية للالتزام بقواعد تقاسم المياه والنظر في حاجة المجتمعات في سوريا والعراق وعدم تهديد حياة سكانها الهشة أصلاً وخاصة أننا مقبلون على موسم طويل من الجفاف".
وانقطعت الكهرباء منذ خمسة أيام عن كامل مدينة الحسكة وريفها جراء خروج عنفات توليد الكهرباء عن الخدمة في سد تشرين.
وإلى جانب الزراعة خرجت محطات لمياه الشرب في ريف دير الزور عن الخدمة نتيجة الانخفاض الحاد في منسوب نهر الفرات.
وتعتمد مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في أرياف الرقة والطبقة ودير الزور وريف كوباني الغربي، على استجرار المياه من نهر الفرات مباشرة أو من آبار تتأثر بمنسوب مياه النهر.