(صور) .. توأم الحميدية السوري.. سوق "القيصرية" في أربيل مقصد سياحي يقاوم (المولات) رغم "الشيخوخة"
شفق نيوز / وسط مدينة اربيل وعلى مقربة من قلعتها الاثرية تبرز سوق تدعى "القيصرية" والتي تعد أقدم سوقٍ في المدينة، ولم تفقد "قيمتها" أو تصاب بـ"الشيخوخة" سياحياً واقتصادياً رغم مرور السنين وتصاعد المراكز التجارية الحديثة من حولها (المولات والسوبر ماركتات)، فيما يشكو بائعون من "اندثار" بعض الأعمال وقلة الإقبال على أخرى.
مقصد للسياح
بحسب المصادر التاريخية فإن هذه السوق بنيت قبل مئتي عام على شكل سوق الحميدية الشهير في مدينة دمشق السورية.
ويزور هذه السوق "التاريخي" كل يوم المئات من السياح القادمين من مختلف محافظات العراق اضافة الى الزائرين للمدينة من دول أخرى.
ويقول جاسم الموسوي القادم من محافظة النجف لوكالة شفق نيوز؛ إن "جمال السوق يكمن في تنوعها وشكلها التراثي اضافة الى رخص البضائع والتعامل اللطيف لأصحاب المحلات فيها".
ويدعو الموسوي حكومة الإقليم الى "الحفاظ على هذا المعلم الأثري المهم للمدينة"، مبينا أنه "جزء أساسي من تاريخ اربيل وحضارة هذه البلاد".
أهمية إقتصادية
وعلى الرغم من قدم السوق ووجود العديد من المراكز التجارية (المولات)، إلا أن سوق القيصرية لا تزال محافظة على أهميتها الاقتصادية.
وتقول ساوين صابر (35 عاما) لوكالة شفق نيوز؛ "نقصد هذه السوق في نهاية كل أسبوع وقبل الاعياد والمناسبات بسبب تنوع البضائع فيه ورخص الأسعار مقارنة ببقية أسواق المدينة".
أقسام باقية وأخرى اندثرت
ويشاهد من يزور السوق أنها تنقسم إلى أقسام عدة حسب البضائع الموجودة فيه فهناك مجموعة محال تشكل قسما خاصاً بالملابس وأخرى للسلع الغذائية وكذلك للذهب وهي من أبرز الاقسام اضافة الى سوق للاعمال اليدوية والتراثيات التي اندثرت بسبب زحف الأعمال الأخرى عليها.
ويقول وستا شيرزاد الذي يعمل نجاراً في السوق لوكالة شفق نيوز ان "في السابق كان هناك الكثير من محلات النجارة (التحفيات) لكن انخفاض الإقبال عليها تسببت باندثارها بشكل تدريجي".
ويضيف وستا شيرزاد (61 عاما)، ان "الناس يأتون في الغالب لشراء التحفيات المصنوعة من الخشب ونقوم هنا ببيعها بأسعار زهيدة من أجل جذبهم باستمرار إلينا".
من جهته يقول شفيق عبد السلام (77 عاما) وهو من أقدم أصحاب المحلات في السوق في حديث لوكالة شفق نيوز ان "السوق هي أقدم سوق في المدينة لكنها لم تكن بشكلها الحالي، وكان هناك العديد من الاعمال اليدوية التي اندثرت مع تطور العالم".
وعن وجوده في السوق يضيف عبد السلام "ورثت هذا المحل من والدي وهو ورثه عن ابيه وكنا ولازلنا من أقدم بائعي الاقمشة في هذه السوق".
وكانت حكومة اقليم كوردستان أطلقت حملة لترميم السوق والحفاظ عليها عام ألفين وسبعة وتم انجاز المشروع خلال سنتين والتي تضمنت ترميم الجدران و تبليط الارضية.
