"ستون كتابًا على الرصيف".. صرخة كاتبة كوردية تبيع "أنفاسها" في شوارع سنندج
شفق نيوز- طهران/ سنندج
في أحد أرصفة شارع "صفری" بمدينة سنندج عاصمة محافظة كوردستان في إيران، تجلس الكاتبة الكوردية عطیە شیخاحمدي، محاطًة برزمة من كتبها التي ألّفتها بجهد سنوات طويلة، لتعرضها بنفسها على المارة، من على كرسيها المتحرك بعدما أقعدها شلل في ساقيها، لكنها لم تسمح لقيود الجسد أن تُكبّل قلمها.
هذه الكاتبة التي تجاوز رصيدها الأدبي ستين عنوانًا، لم تجد دار نشر أو مؤسسة ثقافية تتكفل بنتاجها، فاختارت أن تتحول إلى بائعة كتب متجولة، لتحافظ على صلتها بما تعتبره "أنفاس الحياة"، الكتابة بالقلم.
رغم أن أحمدي طبعت حتى الآن ستةً وعشرين كتابًا، إلا أن واقع النشر وتجاهل المؤسسات دفعاها إلى بيع مؤلفاتها بيديها في الشارع، وسط مفارقة توجزها بالقول: "دخل بائع مساحيق التجميل أعلى من دخل بائع الكتب. نحن غرباء في أوطاننا، مهمشون رغم أننا نخدم العلم والمعرفة."
عطیە شیخاحمدي تطلق صرخة بوجه ما وصفته بـ"الظلم الثقافي": "كم هو مجحف أن يُوصم الكورد بالعنف والانفصال ومعاداة اللغة الفارسية، بينما الحقيقة أن بيننا من يكرّسون حياتهم لخدمة الثقافة واللغات الإيرانية ومنها الفارسية."
وفي رسالتها الأخيرة، طالبت عطیە بأن تلتفت الحكومات إلى من وصفهم بـ"الخادمِين الحقيقيين للثقافة": "لماذا لا يقتطع جزء بسيط من ميزانيات الثقافة التي تُهدر في مشاريع شكلية، لتُصرف دعمًا لأمثالنا؟"