بارزاني يستحضر "مآسي الكورد" بسبب اتفاقية لوزان ويعرب عن سعادته لنجاح كوردي تاريخي
شفق نيوز/ عدّ الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، اليوم السبت، ان الشعب الكوردي كان الضحية الرئيسية لاتفاقية لوزان التي وقعت في العام 1923، وفيما بيّن أن الحكومات العراقية المتعاقبة نفذت خططاً لحل الشعب الكوردي عبر سياسات مختلفة، أعرب عن سعادته بعدم تحول الصراع مع الانظمة إلى صراع عرقي مع الشعوب.
وقال الزعيم الكوردي مسعود بارزاني في بيان بمناسبة انعقاد اللقاء الأول للجالية الكوردستانية في لوزان بسويسرا إن "تأثيرات وتداعيات اتفاقية لوزان على مصير الشعب الكوردي لا تحصى ومليئة بالكوارث والحرمان والتهميش"، مبيناً أن "الضحية الرئيسية لهذا الاتفاق كان الشعب الكوردي لأن لم تُحترم حقوق وإرادة الأشخاص الذين ترسخت جذورهم في أراضي المنطقة منذ آلاف السنين".
وأضاف، ان "اتفاقية لوزان تعني القهر والحرمان وبداية عهد مظلم في الذاكرة الكوردية، ومعاهدة سيفر، الموقعة قبل ثلاث سنوات من معاهدة لوزان في آب 1920، سمحت للكورد بالحق في الاستقلال، وهو حق شرعي ومطلق لأي قومية، لكن في معاهدة لوزان أبطل هذا الأمل ووضعت له عوائق، ونتيجة لذلك، ارتبط مصير الشعب الكوردستاني بمصير وقوانين الدول التي انقسموا عليها".
وتابع الزعيم الكوردي ان "مع الاسف فان كل الدول التي قُسمت عليها كوردستان لجأت إلى اساليب مختلفة لتغيير التركيبة السكانية وسياسة إنكار وقمع وحل الشعب الكوردي"، لافتاً الى ان "الشعب الكوردي لم يسكت امام هذا القمع وسار في طريق الثورة والانتفاضة والاحتجاجات في مختلف أنحاء كوردستان".
وبيّن بارزاني ان "مصير الجزء الكوردستاني الذي تم ضمه الى الدولة العراقية كان مليئاً بالكوارث والمآسي، ووصلت الامور الى انه في القرن العشرين، نفذت الحكومات العراقية خططاً لحل الشعب الكوردي في إطار سياسة التعريب والترحيل والأنفال والهجمات الكيمياوية والإبادة الجماعية، لكن الشعب الكوردستاني والحركة التحررية الكوردية لم يستسلموا في وجه هذا السلوك الوحشي للأنظمة العراقية ، وواجهوا بشجاعة السياسات اللاإنسانية والعنصرية للحكومات العراقية".
وأوضح الزعيم الكوردي أنه "ومع ذلك، كانت هناك فرص أكبر للاتفاق والجهود لحل القضية الكوردية في العراق أكثر من البلدان الأخرى، وشهدت الحركة التحررية الكوردية نمواً أكثر في هذا الجزء من كوردستان".
وأشار الى ان "هذا الواقع غير الصحي لمدة قرن والذي تسبب في الضرر وعدم الاستقرار يخبرنا بأنه يجب على كلا الجانبين (سواء الدول الإقليمية والأحزاب الكوردية) مراجعة برامجهم واستراتيجياتهم، بدلا من الحرب والتوتر، والتفكير في حل ديمقراطي وسلمي، ويجب حل مشاكل كل جزء وفق خصائصه وظروفه في إطار الحوار والوسائل السلمية والديمقراطية".
وبيّن الزعيم الكوردي، ان "من دواعي سروري أنه في هذا الصراع الطويل منذ قرن بين حكومات المنطقة والشعب الكوردي، لم تأخذ المشاكل لون الصراع العرقي، وكان للكورد دائماً أصدقاء ومتعاطفون من شعوب المنطقة"، لافتاً الى ان "المشكلة الرئيسية للشعب الكوردي كانت مع الأنظمة والسياسات الخاطئة والقمع والديكتاتورية وليست مع دول المنطقة".
وأوضح بارزاني "لا ننسى أن التعامل مع العواقب السيئة لمعاهدة لوزان وتصحيح الأخطاء لا يقع فقط على عاتق الشعب الكوردستاني، بل أيضاً على الدول الإقليمية والقوى التي لها تأثير في المعادلات الدولية اضافة الى المنظمات غير الحكومية والمراكز الاكاديمية والشخصيات العالمية ان يشاركوا في الحل لخلق إطار ديمقراطي وسلمي وحسن نية".
وبشأن الجالية الكوردستانية أوضح ان "الجالية الكوردستانية في الخارج يمكن لها تأدية دور كبير في المراكز السياسية والاجتماعية والعلمية للدول، من أجل التعريف بالقضية الكوردية ونقل الحقيقة والدفاع عن حقوق الشعب الكوردي، وبالتأكيد هذا واجب مقدس، واداء هذا الواجب يتطلب الأخوة والشراكة والوحدة بينكم جميعاً. في هذه المهمة، وفي هذا الواجب التخلي عن المصالح الضيقة وأن يروا كوردستان فوق كل المصالح الأخرى".
وتم التوقيع على اتفاقية لوزان في 24/7/1923من قبل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان وبلغاريا واليابان من جهة، وتركيا من جهة أخرى.وتضمن الاتفاق 143بنداً، وعلى أثرها تكونت جغرافية تركيا الحالية، بعدما تمكن مصطفى كمال من دحر القوات اليونانية، وتنامت قوته العسكرية، وحصل على دعم سياسي - دبلوماسي غير مباشر من الإتحاد السوفيتي.
وأزيلت من مجريات المباحثات، ومن نصوص الاتفاقية ومن العلاقات السياسية، القضية الكوردية، ووافقت الدول المجتمعة على تقسيم كوردستان إلى أربعة أجزاء.