قراءة إسرائيلية لاغتيال فخري زادة تضع ثلاثة أهداف على الطاولة
شفق نيوز/ استعرض معهد دراسات الأمن القومي الاسرائيلي، التابع لجامعة تل ابيب، قضية اغتيال العالم الايراني محسن فخري زادة، والخيارات المتاحة أمام إيران للرد الذي يمكن أن يكون "مؤلما"، وما هو متاح امام اسرائيل، المشتبه بتورطها بالاغتيال، لكي تقوم به بما في ذلك تجنب الاستفزاز، والتزام "حكمة الصمت".
واعتبر تقرير المعهد الاسرائيلي الذي أعده كل من عاموس يادلين وعساف أوريون، أن الشخص الذي نفذ عملية اغتيال فخري رضا زاده، حاول تحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية، هي إلحاق الضرر بالبرنامج النووي الإيراني، والتأثير على احتمالات عودة إدارة جو بايدن إلى الاتفاق النووي، وثالثا، وربما الأقل احتمالاً، ان يؤدي اغتياله إلى تصعيد ينتهي بالهجوم على المواقع النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة.
وبعدما ذكر ان الهدف الأول قد تحقق، اي إلحاق الضرر بالبرنامج النووي الايراني، اشار الى ان احتمال الرد الإيراني على الاغتيال ما يزال أمامنا وقد يكون سعره باهظا. وتابع ان "الرد الايراني يمكن ان يكون مؤلما"، مضيفا في الوقت نفسه ان الهدف الايراني قد يكون بعيد المدى.
واعتبر الخبيران الاسرائيليان، أحدهما، يادلين، كان رئيسا للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، ان إيران قد تتردد في الرد سريعا بسبب القلق في طهران "من رد فعل مفرط في الهجوم من قبل إدارة ترامب، فضلاً عن الرغبة الإيرانية في تسهيل استئناف العلاقات مع إدارة بايدن التي ستبدأ قريباً".
وذكر التقرير ان البعض يذهب إلى أبعد من ذلك ويعتبر ان عملية الاغتيال على أنها محاولة إسرائيلية -أميركية، لجر إيران الى كمين استراتيجي، يدفعها الى القيام برد برد قوي من شأنه أن يوفر لإدارة ترامب أسباباً لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
وتساءل الخبيران الاسرائيليان عن طبيعة الرد الايراني، واشارا الى ان النظام الإيراني حمل إسرائيل مسؤولية الاغتيال، وحرر نفسه بذلك من إجباره على مهاجمة أهداف أميركية والمخاطرة برد قوي من ادارة ترامب.
لكن ايران في الوقت نفسه، تعهدت بالرد وردع المزيد من الاغتيالات، وهي قد تختار استهداف أهداف إسرائيلية في إسرائيل وخارجها، نظراً لقيود قدرتها على ضرب الأراضي الإسرائيلية من ساحات العمليات في أراضيها، اي في لبنان وسوريا والعراق واليمن، مع ادراكها ان العواقب ستكون وخيمة.
الا ان الخبيرين اشارا الى انه مع تطلع إيران إلى عهد بايدن، فإنها قد تعلق الانتقام، على الرغم من الأصوات التي تدعو إلى رد فوري.
وفي الوقت نفسه، اشار تقرير المعهد الاسرائيلي الى قرار البرلمان الإيراني، غير الملزم برفع معدل التخصيب الى 20 في المائة، ووضع أجهزة طرد مركزي متقدمة في مواقع التخصيب، وإعادة بناء مفاعل يعمل بالماء الثقيل، وحتى الانسحاب من البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية.. كما اقتُرح فرض قيود على مفتشي الوكالة المتهمين بالكشف عن تفاصيل العلماء النوويين الذين تم القضاء عليهم.
اما في ما يتعلق بما يتحتم على اسرائيل القيام به، فقد اشار المعهد اولا الى اهمية أن تلتزم إسرائيل الرسمية بـ "حكمة الصمت"، من دون غمزات واستفزاز. كما يجب عليها ان تفترض أن الرد الإيراني سيكون موجهاً في المقام الأول ضد إسرائيل، وبالتالي تلتزم باليقظة الاستخباراتية والاستعداد التشغيلي الفوري في الأنظمة الدفاعية.
وأوصى الباحثان اسرائيل بالاستعداد لاحتمال قيام إيران بتشغيل فروعها من لبنان وسوريا والعراق واليمن للإضرار بإسرائيل، وكذلك الوجهات الإسرائيلية في الخارج، والتنسيق مع الولايات المتحدة كشريك أساسي وكمضاعفة للقوة الاستخباراتية والعملياتية والدبلوماسية.
ودعا الباحثان اسرائيل ايضا الى فتح قنوات الاتصال مع كبار أعضاء إدارة بايدن القادمة حيث قد تستمر الأزمة خلال سنوات عهد بايدن في البيت الابيض.