فنزويلا تلجأ إلى مجلس الأمن وسط تصعيد غير مسبوق مع أميركا
شفق نيوز- كاراكاس
أفادت مصادر دبلوماسية، يوم الخميس، بأن فنزويلا طلبت من مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع لمناقشة ما وصفته بـ"العدوان الأميركي المستمر"، على خلفية التوتر المتصاعد بين كاراكاس وواشنطن.
ونقلت وكالة "رويترز"، عن المصادر قولها، إن "الطلب الفنزويلي يهدف إلى بحث التداعيات السياسية والاقتصادية للإجراءات الأميركية الأخيرة، والتأكيد على ما تعتبره فنزويلا انتهاكاً لسيادتها ولقواعد القانون الدولي".
كما نقلت الوكالة عن دبلوماسي أممي، قوله إنه "من المرجح عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بناء على طلب فنزويلا الثلاثاء المقبل"، دون المزيد من التفاصيل.
يأتي ذلك بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن "واشنطن فرضت حصاراً على فنزويلا"، مؤكداً أنها لن "تسمح لأي طرف بخرقه تحت أي ظرف".
وأضاف ترمب، أن "فنزويلا استولت على كل مواردنا من النفط"، مشدداً على أن "الولايات المتحدة تسعى إلى استعادتها، ولن تسمح لأي جهة بأخذ نفط أمريكا، أو الالتفاف على الإجراءات المفروضة ضد كاراكاس".
وكشفت وكالة "سبوتنيك"، أمس الأربعاء، بعد تحليل بيانات موقع "فلايت رادار 24"، عن إرسال 3 طائرات مقاتلة من طراز، "بوينغ إف إيه - 18 إي إف سوبر هورنت"، وطائرتين حرب إلكترونية من طراز "بوينغ إي إيه – 18 جي غراولر" إلى سواحل فنزويلا.
وبحسب التحليل، ما تزال إحدى طائرات "إف إيه – 18 إي سوبر هورنت" تحلق في الجو، حيث تدور قبالة السواحل الفنزويلية منذ أكثر من ساعتين، فوق البحر الكاريبي، بالقرب من جزيرتي كوراساو وأروبا.
وفي وقت سابق، زعم الصحفي الأميركي تاكر كارلسون، بأن عضواً في الكونغرس الأميركي أخبره أن دونالد ترمب، يعتزم إعلان الحرب على فنزويلا، صباح غد الخميس (اليوم).
وفي السياق ذاته، ذكرت وسائل إعلام غربية، يوم الاثنين الماضي، أن الأميركيين يستعدون لشن ضربات دقيقة على أهداف برية في فنزويلا.
وأشارت تلك الوسائل إلى أن "ذلك قد يبدأ بعمليات إلكترونية وتشويش على اتصالات الأقمار لصناعية لحرمان كاراكاس من استخدام أنظمة دفاعها الجوي".
وأعلن ترمب، في وقت سابق، تصنيف النظام الفنزويلي "منظمة إرهابية أجنبية"، مؤكداً فرض "حصار كامل وشامل على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل فنزويلا أو تخرج منها".
وقال ترمب إن "فنزويلا باتت محاطة بالكامل بأكبر أسطول بحري تم تجميعه في تاريخ أمريكا الجنوبية"، مشيراً إلى أن "الأسطول البحري الأميركي المنتشر في محيطها سيزداد حجماً خلال المرحلة المقبلة".
وأضاف الرئيس الأميركي أن "الصدمة التي ستتلقاها فنزويلا ستكون غير مسبوقة"، إلى أن تعيد جميع النفط والأراضي والأصول الأخرى التي قال إن النظام الفنزويلي "سرقها من الولايات المتحدة" في السابق.
وفي 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب جميع شركات الطيران إلى اعتبار المجال الجوي فوق فنزويلا وما حولها مغلقاً، وهو ما رفضته السلطات الفنزويلية على الفور، وطالبت الولايات المتحدة باحترام المجال الجوي للبلاد، كما وجهت نداءً إلى الأمم المتحدة ومنظمة الطيران المدني الدولي لإدانة هذا الإعلان، معتبرةً أنه يمثل تهديداً باستخدام القوة.
وتبرر الولايات المتحدة وجودها العسكري في منطقة الكاريبي بمكافحة تجارة المخدرات.
ففي أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ أكتوبر الماضيين، استخدمت القوات الأميركية عدة مرات قواتها لتدمير قوارب قرب سواحل فنزويلا كانت تُنقل عليها مخدرات مزعومة.
وأعلنت شبكة "NBC" في أواخر أيلول/ سبتمبر الماضي أن القوات الأميركية تعمل على خيارات لضرب مهربي المخدرات داخل الجمهورية.
وفي 3 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، صرح الرئيس الأميركي بأن أيام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على رأس السلطة معدودة، مؤكداً أن الولايات المتحدة لا تخطط لخوض حرب مع فنزويلا.
في المقابل، اعتبرت كاراكاس هذه الإجراءات استفزازية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة، وانتهاكاً للاتفاقيات الدولية بشأن الوضع المناطقي خالي السلاح والنووي في حوض الكاريبي.