تدخل "نادر" لأمريكا في دعوى قضائية لأبن سلمان

تدخل "نادر" لأمريكا في دعوى قضائية لأبن سلمان
2021-08-06T11:46:19+00:00

افادت شبكة "سي إن إن" الإخبارية أن وزارة العدل الأميركية تدخلت في دعوى قضائية رفعها ولي العهد السعودي ضد المسؤول الاستخباراتي السعودي السابق، سعد الجبري، بهدف "حماية أسرار استخباراتية سرية".

وأكدت وزارة العدل في مذكرة قدمتها، الثلاثاء، أن هناك أسبابا منطقية للاعتقاد بأن النظر في القضية قد يؤدي إلى "الكشف عن معلومات يمكن أن تشكل ضررا بالأمن القومي للولايات المتحدة".

وقالت الشبكة الأميركية إن القرار النهائي بشأن هذا التدخل الوزاري الذي وصفته بـ "الخطوة النادرة للغاية"، سيتم اتخاذه بحلول نهاية الشهر الحالي.

والجبري الذي غادر السعودية إلى كندا عام 2017، أصبح عدوا لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بعد العمل لسنوات إلى جانب رئيس مكافحة الإرهاب في البلاد الأمير محمد بن نايف.

والدعاوى ضد الجبري في الولايات المتحدة مرفوعة من قبل مجموعة شركات سعودية مملوكة لصندوق الثروة السيادي للمملكة، الذي يسيطر عليه الأمير محمد بن سلمان بتهم تتعلق باختلاس أموال عامة، حيث كانت الدعاوى مرفوعة أولا في كندا قبل أن ترفع في محاكم الولايات المتحدة.

ويقول مارك رايموندي، الذي غادر وزارة العدل مؤخرا بعد عمله كمتحدث باسم قسم الأمن القومي: "من النادر بالتأكيد حدوث مثل هذا الإجراء من قبل وزارة العدل".

وبحسب مصدر على دراية بالقضية والاستخبارات، فإن المعلومات السرية التي يمكن الكشف عنها تشمل العلاقات الاستخباراتية والعمليات والمصادر والأساليب السرية.

في حديثة لـ "سي إن إن" أضاف المصدر أن الكشف عن المعلومات قد يكون محرجا أيضا، لا سيما للمسؤولين في عهد أوباما، بالنظر إلى طبيعة العلاقة مع أجهزة الاستخبارات.

وقال المصدر إن "هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله. لا يجب الكشف عن هذه الأشياء".

وأشار المصدر الحكومي السابق إلى أن السعودية، من خلال رفع القضية ضد الجبري في الولايات المتحدة، لم تضع واشنطن في موقف صعب فقط، بل أعطت الأولوية للخلاف مع الجبري على مستقبل العلاقة بين البلدين، على حد قوله.

وأضاف المصدر: "يبدو لي ثأرا شخصيا للغاية ليس له مصالح طويلة الأمد للمملكة والولايات المتحدة والتعاون الاستخباراتي في المستقبل".

ولم ترد السفارة السعودية في واشنطن على الفور على طلب "سي إن إن" للتعليق.

الحث على إيجاد تسوية

وفي مايو، قالت صحيفة "واشنطن بوست" في عمود للكاتب ديفيد إغناشيوس، إن "إدارة بايدن التي تشعر بالقلق من كشف محتمل عن عمليات حساسة في مكافحة الإرهاب، تدرس ما إذا كانت ستتدخل في الدعوى القضائية".

وأضافت الصحيفة الأميركية نقلا عن مسؤول لم تذكر اسمه أن "وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية مطلعة أيضا على هذه القضية".

وينفي الجبري الاتهامات الموجهة ضده ويقول إن الأمير محمد بن سلمان أرسل فرقة إلى كندا لمحاولة قتله، بالإضافة إلى احتجاز اثنين من أبنائه كرهائن في السعودية.

يزعم الجبري أن محمد بن سلمان حاول إغرائه بالعودة إلى السعودية، وقال إن الفريق الذي تم إرساله إلى كندا كان جزءا من نفس الفريق الذي قتل الصحافي جمال خاشقجي.

في الأسبوع الماضي، كتبت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين رسالة إلى الرئيس جو بايدن يشيدون بشراكة الجبري التي امتدت لعقدين مع الولايات المتحدة ويدعون بايدن للمساعدة في رعاية ابني الجبري المسجونين في السعودية.

كما سلطت رسالة المشرعين الأميركيين الضوء على الخطر الذي تمثله حملة محمد بن سلمان ضد الجبري على الأمن القومي الاميركي، وأشاروا بشكل مباشر إلى إمكانية الكشف عن معلومات سرية.

تضيف الرسالة: "الاضطهاد المطول للجبري وأفراد أسرته تطور الآن بحيث يخاطر بالكشف عن مشاريع أميركية سرية لمكافحة الإرهاب. في ضوء هذه التطورات الأخيرة نحثكم على متابعة قرار ودي يضمن الإفراج الفوري عن عمر وسارة ويحمي مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة".

وجاء في رسالة أعضاء مجلس الشيوخ الموقعة من قبل ماركو روبيو وتيم كين وباتريك ليهي وبن كاردان: "يُعتقد أن الحكومة السعودية تستخدم الأطفال (أبناء الجبري) كوسيلة ضغط لابتزاز والدهم وإجباره على العودة إلى المملكة من كندا، حيث يقيم حاليا خوفا من انتقام محتمل بسبب دعمه السابق لخصم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان".

كانت "واشنطن بوست" ذكرت سابقا - عبر الكاتب إغناشيوس نفسه - أن إدارة بايدن تساعد على إيجاد تسوية لحل القضية عن طريق الإفراج عن عمر وسارة، ابني الجبري المحتجزين في السعودية.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon