تجربة أولى من نوعها.. روبوت يقود طائرة تجسس أميركية
شفق نيوز/ اختبرت القوات الجوية الأميركية لأول مرة، إمكانية قيادة روبوت لطائرة عسكرية مخصصة لأغراض التجسس، حيث حلق بها في سماء كاليفورنيا بنجاح.
وذكرت صحيفة التايمز البريطانية، ان مساعد طيار الروبوت شارك في قيادة طائرة تجسس من طراز لوكهيد يو-2، المعروفة باسم "دراغون لايدي"، من جناح الاستطلاع التاسع للقوات الجوية الأمريكية في قاعدة بيل الجوية بكاليفورنيا.
وبينت الصحيفة أن خوارزمية ذكاء اصطناعي تُدعى آرتو، تيمُّناً باسم روبوت Star Wars الشهير R2-D2، تولّت مهمة ملاحة الطائرة وأجهزة الاستشعار.
وقالت القوات الجوية الأميركية إنّه خلال الرحلة التجريبية الأخيرة فوق كاليفورنيا، شغل مساعد الطيار الروبوت دور قائد المهمة وكانت له "سيطرةٌ كاملة على الرادار" في طائرة عسكرية.
وشهدت التجربة ترحيباً بالجمع بين البشر والآلة على أنّه تطورٌ كبير في دفعة البنتاغون من أجل تعزيز دور الذكاء الاصطناعي في الأنظمة العسكرية.
وقال ويل روبر، مساعد قائد القوات الجوية للاستحواذ والتقنية والخدمات اللوجستية، إنّ "وضع الذكاء الاصطناعي في قيادة أحد أنظمة الجيش الأمريكي بأمان للمرة الأولى هو حدثٌ يُبشّر بعصرٍ جديد من العمل الجماعي بين الإنسان والآلة".
وأضاف أن الفشل في تحقيق الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي سيعني التنازل عن ميزة اتّخاذ القرار لصالح خصومنا.
فيما قالت صحيفة التلغراف البريطانية، إنه بعد الإقلاع الذي قام به الطيار البشري، وهو رائد في سلاح الجو الأميركي، تم تسليم التحكم في طائرة عسكرية إلى Artu، الذي سمي على اسم Star Wars droid R2-D2، والذي تم تعيينه مسؤولاً عن أنظمة الرادار وأجهزة الاستشعار.
وأوضحت أنه لأغراض الرحلة التجريبية الأولية التي تقوم بها طائرة عسكرية، حصلت منظمة العفو الدولية على التصويت النهائي حول مكان توجيه مستشعرات الطائرة.
ويعتمد Artu على خوارزمية ألعاب تُعرف باسم Zero، والتي تم استخدامها للتغلب على اللاعبين البشريين في الشطرنج. اكتسبت معرفتها من خلال أكثر من نصف مليون عملية تدريب محاكاة بالكمبيوتر.
وقال الجنرال تشارلز براون جونيور، رئيس أركان القوات الجوية: "نعلم أنه من أجل القتال والفوز في صراع مستقبلي، يجب أن تكون لدينا ميزة رقمية حاسمة".
وأكد أن الذكاء الاصطناعي سوف يلعب دوراً حاسماً في تحقيق هذه الميزة، وقال: "يجب علينا تسريع التغيير وهذا يحدث فقط عندما يدفع طيارونا حدود ما اعتقدنا أنه ممكن".
وفي شهر أغسطس/آب الماضي، نشرت مجلة National Interest الأميركية تقريراً بعنوان: "انسوا أمر البنادق.. الحواسيب والذكاء الاصطناعي سيجعلان الجيش أكثر فتكاً بما لا يُقاس"، ألقى الضوء على التطورات التقنية في تجهيز الجنود للحرب وتقليل مخاطر الاختراق للبرامج العسكرية.
ويتطوَّر العصر سريعاً، حيث ستعتمد المستشعرات العسكرية المتقدِّمة والأسلحة وتقنيات الشبكات على الحوسبة الآمنة لأداء المهمات القتالية الأكثر تقدُّماً، وفي حين أن العديد من عناصر هذا السيناريو موجدةٌ بالفعل في العديد من الأشكال، تتقدَّم التكنولوجيا سريعاً إلى الحدِّ الذي ستصبح فيه جميع أنظمة القتال تقريباً معتمدةً على الإنترنت.
وستقوم أجهزة الكمبيوتر التي يرتديها الجندي على الفور بتوصيل معلومات الهدف ومغذيات الطائرات المُسيَّرة وبيانات تتبُّع العدو – من بين أشياء أخرى، وتُنسَج بالفعل أجهزة الكمبيوتر والمستشعرات في زيِّ الجندي وتُصمَّم هندسياً من أجل أن تصاحب القوات في المعركة من أجل هذا الغرض المُحدَّد.
ويمثِّل هذا ازدواجيةً معينة أو مفارقةً ذات أهميةٍ كبرى للحروب المستقبلية، حيث تبشِّر قوة الحوسبة المتزايدة، والأنظمة الداعمة للذكاء الاصطناعي، وسرعات المعالجة المتقدِّمة، بجلب مزايا غير مسبوقة للعمليات القتالية، ولكن في الوقت نفسه تتطلَّب الاعتماد الأكبر على شبكات الكمبيوتر تقنياتٍ أمنية مُتطوِّرة ومُعقَّدة.
ويمكن أن تزيد قابلية التأثُّر بأنظمةٍ فردية معينة إذا ارتبطت جميع التقنيات بشبكة كمبيوتر مركزية، لأن الدخيل سيتوفر لديه دخول واسع النطاق عبر مجموعةٍ من الأنظمة في حالة إذا حقَّقَت محاولات القرصنة الأوَّلية قدراً من النجاح.
وسوف تتطلَّب أجهزة الكمبيوتر التي يمكن للجنود ارتداؤها، وأجهزة الاستشعار المُدمَجة، ونظارات الرؤية الليلية، ووصلات الاتصالات اللاسلكية، أماناً متقدِّماً من أجل النجاح في القتال، ولا يمكن أن تتعطَّل منصةٌ كاملة من الأنظمة المتكاملة في حالة اختراق "عقدة" واحدة أو تعطيلها.