بسبب "الأفريقانير".. انتقادات لاذعة تطال الكنيسة الأسقفية الأمريكية
شفق نيوز/ اندلعت موجة من الغضب في أوساط اليمين الأمريكي، بعد إعلان الكنيسة الأسقفية رفضها توجيهاً من الحكومة الفيدرالية للمساعدة في إعادة توطين لاجئين من "البيض الجنوب أفريقيين".
وذكر تقرير نشرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن "هذا الاعلان يأتي بعد أيام من وصول 49 جنوب أفريقيٍّ إلى الولايات المتحدة، ضمن برنامج إعادة توطين سريع أطلقه الرئيس دونالد ترامب، الذي اتهم حكومة جنوب أفريقيا بالتمييز ضد المواطنين البيض".
والوافدون الجدد هم من "الأفريقانير"، أحفاد المستوطنين الهولنديين والفرنسيين، ويشكلون نحو 2.7 مليون من إجمالي سكان جنوب أفريقيا البالغ عددهم نحو 62 مليون نسمة، معظمهم من السود.
وأثارت عملية التوطين السريعة جدلاً واسعاً، حيث يرى منتقدون أنها تمنح الأفضلية لجنوب أفريقيين بيض على حساب آلاف اللاجئين من مناطق نزاع حول العالم، والذين ما زالوا عالقين في إجراءات طويلة ومعقدة.
وقد وجّهت شخصيات يمينية بارزة هذا الأسبوع انتقادات حادة إلى الكنيسة الأسقفية بعد رفضها المشاركة في إعادة توطين اللاجئين البيض، ما فجّر موجة من الغضب على الإنترنت ودعوات لوقف تمويل الكنيسة، وفقاً للتقرير.
وجاءت هذه المواقف بعد أن أعلنت الكنيسة الأسقفية أنها لن تسهم في إعادة توطين لاجئين من البيض الجنوب أفريقيين، معتبرة أن الأمر يمثل "معضلة أخلاقية".
وكتب الناشط المحافظ تشارلي كيرك، عبر منصة "إكس"، قائلاً "يبدو أنك لست لاجئاً إذا كنت أبيض البشرة. حسب الكنيسة الأسقفية، فإن يسوع لا يحب البيض".
أما أليكس جونز، المعروف بتبنيه نظريات المؤامرة، فدعا إلى "الانتقام المالي"، وكتب: "يجب سحب جميع التمويلات الفيدرالية من الكنيسة الأسقفية. حان وقت فصل الكنيسة عن الدولة".
وتساءل آخرون عن "نزاهة الكنيسة وإخلاصها"، حيث كتب ويل تشامبرلين، كبير مستشاري "مشروع المادة 3"، قائلاً "كيف يمكن للمرء، بضمير مرتاح، أن يبقى في الكنيسة الأسقفية بعد تصرّف كهذا؟"، بينما ردّ نائب الرئيس السابق جي دي فانس باقتضاب: "هذا جنون".
وفي رسالة وجهها إلى أعضاء الكنيسة، أوضح القس شون دبليو رو، رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية، أن الحكومة تواصلت معهم قبل أسبوعين لطلب المساعدة في توطين بعض اللاجئين، لكن الكنيسة رفضت الامتثال لهذا الطلب.
وقال رو إن القرار نابع من "التزام الكنيسة العميق بالعدالة العرقية والمصالحة"، إضافة إلى علاقاتها الوثيقة بالكنيسة الأنجليكانية في جنوب أفريقيا، التي كان رئيس أساقفتها الراحل ديزموند توتو من أبرز المناهضين لنظام الفصل العنصري. وكتب: "في ضوء التزام كنيستنا بالعدالة العرقية، لا يمكننا اتخاذ هذه الخطوة".
وأضاف أن الكنيسة قررت إنهاء شراكتها الرسمية مع الحكومة الفيدرالية في ما يخص برنامج إعادة توطين اللاجئين.