العلماء يسابقون الزمن.. كيف ستعمل لقاحات كورونا مع المتحور الجديد
شفق نيوز/ تسبب متحور "أوميكرون" بموجة من الهلع حول العالم، متسببا بخسائر اقتصادية في عدد من بورصات العالم، كما دفع أسعار النفط للانخفاض، فيما اتخذت دول إجراءات بشأن السفر إلى جنوب أفريقيا – حيث اكتشف أول مرة.
وفيما لا يعرف العالم الكثير عن هذا المتحور بعد، يسابق العلماء الزمن لكشف سره وحسم أمر خطورته وفعالية اللقاحات معه، حيث أعلن البيت الأبيض في بيان، الأحد، أن الطبيب، أنتوني فاوتشي، أبلغ الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن الحصول على معلومات أكثر تحديدا حول قابلية انتقال وخطورة وخصائص متغير أوميكرون ستستغرق ما يقرب من أسبوعين.
كما قالت منظمة الصحة العالمية، الأحد، إن "فهم مستوى شدة متغير أوميكرون سيستغرق أياما إلى عدة أسابيع".
تكرار العدوى والاكتشاف
وقالت المنظمة إن "الأدلة الأولية تشير إلى احتمال وجود خطر أكبر لتكرار العدوى" بمتحور "أوميكرون" لمرض كورونا، لكنها قالت إنه "ليس من الواضح بعد إذا كان المتحور أكثر قابلية لنشر العدوى، أو "ما إذا كان يسبب مرضا أكثر حدة".
وأضافت المنظمة في تقرير أن "البيانات الأولية تشير إلى أن هناك معدلات متزايدة لدخول المستشفيات في جنوب إفريقيا، لكن ذلك قد يكون بسبب تزايد الأعداد الإجمالية للأشخاص المصابين وليس نتيجة التحورات".
https://twitter.com/WHO/status/1465030703645609990
وأضافت "لا توجد حاليا معلومات تشير إلى أن الأعراض المرتبطة بأوميكرون تختلف عن الأعراض التي تظهر بسبب متغيرات أخرى".
وأضافت المنظمة أن فحوصات PCR قادرة على اكتشاف العدوى بالمتحور، لكن من غير المعروف بعد إذا كانت فحوص كورونا السريعة قادرة أيضا على اكتشافها.
عدد الطفرات
ويحمل أوميكرون عددا مقلقا من الطفرات، بحسب موقع Science alet العلمي المتخصص الذي أعد قائمة بكل ما يعرفه العلم – حتى الآن – عن هذا المتحور.
وحتى الآن، حدد العلماء 32 طفرة على بروتين المتحور.
وقال الموقع إن "البروتين هو في الأساس مفتاح الإصابة، ولذلك نحن بحاجة إلى إيلاء الاهتمام به".
ويقول الموقع إن العديد من هذه الطفرات موجودة أيضا في متغيرات أخرى مثيرة للقلق - بما في ذلك دلتا وألفا - ويمكن أن تساعدها على الانتشار، أو تجعل اللقاحات أقل فعالية، أو تؤدي إلى مرض أكثر حدة.
ولا يجعل العدد الأكبر من الطفرات بالضرورة المتغير أكثر فتكا أو قابلية للانتشار - كما أنه لا يشير -أوتوماتيكيا- إلى أن أوميكرون سيشكل تحديا أكبر للقاحات من المتغيرات الأخرى التي تثير القلق.
ولا يزال العلماء ينتظرون إجراء دراسات معملية لتحديد مدى قدرة الأجسام المضادة للفيروس التاجي - سواء من العدوى الطبيعية أو اللقاحات - على الصمود في وجه أوميكرون.
الانتشار
ولا يزال العلماء يراقبون لمعرفة مدى سرعة انتشار البديل في جميع أنحاء العالم، لا سيما في البلدان ذات معدلات التطعيم الأعلى. (قامت جنوب أفريقيا بتطعيم 24٪ فقط من سكانها بالكامل، مقارنة ب 59٪ في الولايات المتحدة).
وتظهر حالات الفيروس التاجي في جنوب أفريقيا ارتفاعا حادا على مدى الأسابيع القليلة الماضية، فقد ارتفع متوسط الحالات اليومية ثلاثة عشر ضعفا منذ اكتشاف هذا البديل لأول مرة من حوالي 275 إلى 3700 حالة يوميا، وفقا لبيانات جامعة جونز هوبكنز.
والأحد، قال البيت الأبيض إن علماء البلاد بحاجة لنحو أسبوعين لتقييم المتحور بشكل كامل.
وقال أنتوني فاوتشي، كبير مستشاري البيت الأبيض الطبيين، خلال لقاء مع الرئيس، جو بايدن، إن "الجرعة المعززة من اللقاحات هي أفضل حماية متوفرة حاليا".
الأعراض
ونقلت وكالة رويترز عن أطباء في جنوب أفريقيا قولهم إن "الأعراض التي شاهدوها على المرضى المصابين بالمتحور كانت معتدلة، ولا يوجد داع إلى الهلع".
لكن من جديد، يقول الأطباء إن الحالات المسجلة حاليا هي بين الشباب الذي يتمتع بالصحة الجيدة، ومن غير المعروف تأثير الفيروس على الفئات العمرية الأخرى، أو على المرضى.
اللقاحات
لاتزال النتائج بشأن مدى الحماية التي توفرها اللقاحات الحالية ضد أوميكرون غير معروفة، وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن النتائج لن تكون مؤكدة لمدة أسبوعين على أقرب تقدير، لكن الطفرات التي يحملها المتغير تشير إلى أن اللقاحات - على الأرجح - ستكون أقل فعالية - إلى حد ما غير معروف - مما كانت عليه ضد أي متغير سابق.
لكن الصحيفة نقلت عن، جيريكا بيتس، المتحدثة باسم شركة فايزر تأكيدها أن علماء الشركة بإمكانهم "تكييف اللقاح الحالي (لمواجهة المتحور) في غضون ستة أسابيع وشحن دفعات أولية في غضون 100 يوم في حالة وجود متغير قادر على الإفلات من الجهاز المناعي".
ونقلت الصحيفة عن، ستيفن هوج، رئيس شركة Moderna أن الشركة يمكنها أن تطرح لقاحًا معاد صياغته ضد متغير فيروس أوميكرون في أوائل العام المقبل.
وقال إنه حتى بدون بيانات عن انتشار أوميكرون كان من الواضح أن المتحور سيكون "تهديدًا هائلاً للقاحات"، مضيفا "لقد دق كل أجراس الإنذار لدينا".
وقال إن موديرنا يمكنها تحديث لقاحها الحالي في حوالي شهرين وستحصل على نتائج سريرية في حوالي ثلاثة أشهر إذا لزم الأمر.
وتخطط الشركتان أيضا لاختبار ما إذا كانت الجرع المعززة تقوي جهاز المناعة بما يكفي لدرء خطر البديل الجديد، خاصة بعد أن ثبت أن معززات لقاح Pfizer-BioNTech و Moderna ترفع مستويات الأجسام المضادة بشكل كبير.
الانتشار حول العالم
حتى الآن، أعلنت هولندا اكتشاف 13 حالة إصابة بالمتغير الجديد، وأكدت كندا وأستراليا وجود حالتين لديهما كما أبلغت ولايتان ألمانيتان عن تسجيل ثلاث حالات، وبريطانيا حالتين، وحالتين "خفيفتي الإصابة في هونغ كونغ، لشخصين تلقيا لقاح فايزر".
وكل هذه الحالات المسجلة هي لمسافرين قادمين من دول جنوب قارة أفريقيا.
فيما قررت إسرائيل، التي أعلنت تسجيل إصابة بالمتحور الجديد، حظر دخول الأجانب، وقال المغرب إنه سيعلق جميع الرحلات الجوية القادمة لمدة أسبوعين اعتبارًا من الاثنين، كما قالت وكالة أسوشيتد برس إن الولايات المتحدة تخطط لحظر السفر إليها من دول جنوب أفريقية.
وأعلنت إسبانيا أنها لن تقبل الزوار البريطانيين غير المطعمين ابتداءً من الأول من ديسمبر. تواصل فرنسا دفع التطعيمات والتعزيزات.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن المتغير قد تم اكتشافه بالفعل في العديد من البلدان وأن إغلاق الحدود غالبًا ما يكون له تأثير محدود، ودعت إلى إبقاء الحدود مفتوحة.
ردت حكومة جنوب إفريقيا بغضب على حظر السفر ، والذي قالت إنه "أقرب إلى معاقبة جنوب إفريقيا على قدرات التسلسل الجيني المتقدم لديها والقدرة على اكتشاف المتغيرات الجديدة بشكل أسرع."
وقالت إنها ستحاول إقناع الدول التي فرضتها بإعادة النظر.
الاسم
وسمي أوميكرون نسبة إلى حرف لاتيني يحمل نفس اللفظ.
لكن منظمة الصحة العالمية، التي اختارت نظام تسمية متحورات كورونا وفقا للأبجدية اللاتينية (ألفا، بيتا، دلتا) تجاوزت حرفي Xi و Nu اللذان يسبقان أوميكرون.
وقال كثير من المدونين، بحسب موقع WoodTv إن المنظمة قامت بذلك لتجنب الخلط مع اسم الرئيس الصيني Xi خلال الإشارة لمتحور لفيروس تم التحقيق مع الصين نفسها بظروف نشوئه.
لكن المنظمة قالت إنها تجاوزت حرف Nu من أجل "الوضوح" كما أنها تجاوزت Xi لأنه اسم عائلة شائع.