"سي ان ان": الهجوم الصاروخي الايراني على أربيل يحرج ادارة بايدن
شفق نيوز/ اعتبرت شبكة "سي ان ان"الامريكية الهجمات الصاروخية التي نفذتها إيران على مدينة اربيل في اقليم كوردستان، وضعت الولايات المتحدة في موقف محرج في ظل المفاوضات النووية مع طهران.
ولفتت الشبكة الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة تبدو حريصة على ابلاغ العالم بأنها لم تكن الهدف للصواريخ الايرانية في اربيل.
وأوضحت الشبكة في تقرير لها ترجمته وكالة شفق نيوز؛ انه بينا قالت ايران انها استهدفت "مراكز استراتيجية" اسرائيلية في هجومها الصاروخي، فإن السلطات الكوردية في الاقليم تؤكد أن الصواريخ سقطت بالقرب من القنصلية الاميركية التي يجري تشييدها.
ولفت التقرير الى ان هذا الاعتداء الصاروخي يشكل اول هجوم ايراني بهذه المسافة الشديدة القرب من المصالح الأمريكية منذ أن ضربت طهران قاعدة عين الاسد الجوية في غرب العراق في كانون الثاني/ يناير 2020 ردا على مقتل القائد في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
ونقل التقرير عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس قوله إن الولايات المتحدة لم تكن الهدف المقصود، وان التكهنات الصحافية التي تقول خلاف ذلك، هي خاطئة بكل بساطة"، في حين ان البيت الابيض يعتبر ان الهجوم استهدف "منزلا مدنيا".
وذكر التقرير بأن الهجوم وقع في وقت تخوض القوى العالمية محادثات مع طهران لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 الذي قد يؤدي إلى دخول أكثر من مليون برميل يوميا من النفط الإيراني الى السوق العالمية، مما قد يحد من ارتفاع أسعار برميل النفط فيما تتدافع دول الغرب من أجل العثور على بدائل لصادرات الطاقة الروسية حيث سجلت اسعار النفط في الاسبوع الماضي اعلى مستويات لها منذ ثماني سنوات بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات الغربية التي فرضت على موسكو.
وأشار التقرير إلى ان واشنطن فشلت حتى الآن في أن تقنع حلفائها المنتجين للنفط في منظمة أوبك بزيادة امداداتهم من النفط للمساعدة في كبح ارتفاع الأسعار.
ونقل التقرير عن كبير الباحثين في مركز "تشاتام هاوس" اللندني سامان فاكيل قوله إن "الرسالة واضحة، حيث ان هذا الاستقرار الإقليمي ليس امرا يجب أن نأخذه على أنه مسألة مسلم بها وأن إيران، كدولة إقليمية تعرض قوتها خارج حدودها، لديها القدرة على زعزعة هذا الاستقرار."
وتابع التقرير ان بعض السياسيين الجمهوريين لم يقتنعوا برواية إدارة بايدن لما جرى، ونقل عن النائبة الامريكية ليزا ماكلين قولها في تغريدة على "تويتر" إنها تطالب ب"وقف فوري للمفاوضات مع إيران"، بينما قال السناتور طوم كوتون التخفيف من العقوبات يجب ألا يكون مطروحا على طاولة التفاوض.
واعتبرت نائبة رئيس "معهد كوينسي" في واشنطن تريتا بارسي أن إقرار ادارة بايدن بأن الولايات المتحدة هي التي كانت هدف الهجوم الصاروخي على اربيل، سيجبرها على ان ترد في وقت تسعى فيه الى تسوية الخلافات مع طهران دبلوماسيا.
ورجحت بارسي ان الايرانيين كانوا يقومون بتوجيه رسالة إلى إسرائيل لأنهم "تلقوا الكثير من الضربات في سوريا، حيث كان الإسرائيليون يستهدفونهم".
الا ان بارسي اعتبرت أن من المحتمل أن تكون الهجمات الصاروخية، بمثابة اشارة ايضا الى الولايات المتحدة ايضا لانها تسمح للاسرائيليين بالقيام بما يقومون به في سوريا"". واضافت ان الإيرانيين يقولون الآن إنهم "لن يتسامحوا مع ذلك. وهم يضربون بالقرب من القنصلية (الأمريكية) وليس على القنصلية نفسها".
وبينما قالت بارسي أن شن إيران ضربتها الصاروخية في ظل المفاوضات النووية يشكل حدثا "متهورا"، الا انها اضافت انها قد لا تؤثر على المفاوضات.
ونقل التقرير عن فاكيل قوله إن واشنطن "تحاول فصل القضايا الإقليمية عن القضايا النووية، حيث ان برنامج ايران النووي المتسارع ما زال يشكل مشكلة أو أزمة للمجتمع الدولي".
وبحسب بارسي، فإن الضربة الصاروخية الايرانية، ربما يكون هدفها ايضا الضغط على الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق نووي، بالإيحاء لها ماذا يمكن أن يحدث إذا فشلت المفاوضات النووية، متسائلة "لماذا يكون الضغط على الولايات المتحدة وليس على روسيا" التي طالبت في اللحظة الاخيرة من المفاوضات في فيينا بضمانات بأن التجارة مع إيران لن تتأثر بالعقوبات الغربية المطبقة على موسكو، وهي ضمانات رفضتها واشنطن، فتوقفت المفاوضات.
ترجمة: وكالة شفق نيوز