بعد معارك إعلامية وعسكرية.. بغداد تجمع دمشق وأنقرة على طاولة الحوار
شفق نيوز/ كشف مصدر حكومي مطلع، يوم الأربعاء، أن مساعي العراق لتذويب الخلافات بين سوريا وتركيا، ومحاولة إعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، أثمرت عن اجتماع سيجمع دمشق وأنقرة في العاصمة بغداد قريباً.
وقال المصدر لوكالة شفق نيوز، إنه "في الأيام المقبلة سوف تشهد العاصمة العراقية بغداد اجتماعاً يضم مسؤولين سوريين وأتراك للجلوس إلى طاولة الحوار، ضمن الوساطة العراقية التي يعمل عليها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لمصالحة البلدين وعودة العلاقات بينهما إلى سابق عهدها".
وأضاف "السوداني وفريقه الحكومي توصلوا خلال الفترة الماضية إلى نتائج إيجابية بهذه الوساطة عبر اتصالات ولقاءات ثنائية غير معلنة وهناك ترحيب كبير من قبل دمشق وأنقرة بوساطة بغداد".
وفي وقت سابق اليوم، أجرى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس السوري بشار الأسد لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال مكتب السوداني في بيان، ورد لوكالة شفق نيوز، إن الاتصال تناول التنسيق الأمني بين البلدين في مواجهة أخطار فلول الإرهاب، والتحديات الأمنية الأخرى، إلى جانب بحث سبل تنمية التعاون، وتوسيع آفاقه في مختلف المجالات، لاسيما المجالات الاقتصادية، والتأكيد على أهمية رفع مستوى الشراكة المثمرة لما فيه خدمة ونماء الشعبين الشقيقين.
كذلك فقد جرى، خلال الاتصال، بحث آخر تطورات الأوضاع في المنطقة، والحرب الدائرة في غزة واستمرار العدوان الصهيوني الذي يتطلب موقفاً عربياً وإسلامياً ودولياً موحداً، من أجل إنهاء معاناة أبناء الشعب الفلسطيني، وفق ماجاء في البيان.
وتوترت العلاقات بين سوريا وتركيا منذ اندلاع ما بات يُعرف بـ"الربيع العربي" في العام 2010، حيث انطلقت تظاهرات حاشدة في سوريا تطالب بتغيير النظام، وفي حينها أبدت تركيا تأييدها لها حين كان رجب طيب أردوغان رئيساً للوزراء، وفي العام 2013 اتخذ التوتر منحى آخر، حيث هدد أردوغان بتغريدة على موقع "تويتر" (أكس حالياً) الرئيس السوري بشار الأسد على خلفية سقوط ضحايا مدنيين في صفوف المتظاهرين، وقال "أقول للأسد: لقد اقترب عدد الضحايا الذين قتلوا في سوريا من 100 ألف إنسان، قسما بربي ستدفع الثمن غالياً".
ومنذ ذلك الحين بدأت وتيرة الخلافات بالتصاعد لتصل ذروتها خلال الفترة من 2016 إلى 2020، حيث شن الجيش التركي أربع عمليات عسكرية برية توغل فيها إلى مسافات في العمق السوري.
وحاولت عدة أطراف إقليمية حلحلة الأوضاع بين دمشق وأنقرة إلا أن جميع الجهود باءت بالفشل، إلا أن جهود الحكومة العراقية على ما يبدو نجحت في تحقيق الخطوة الأولى وهي جمع الطرفين على طاولة الحوار.